تلك هي قرينة الصباح
تموتُ قليلاً
وأنتَ تمنحُها النحيبَ المكنوز
من خراجك اليوميّ
قربانُ بذخك الفادح،
صبيةٌ في رصيف نزلِكَ،
تنحني منتحباً
خاشعاً حتى ذيل أسمالِها الملتصق
بتجاعيد الحجر البارد
بعد ليلةٍ ماطرة
متفادياً النظر في العينين،
عينان منذورتان
ترفعهما لترى مجهولاً غير مرئيٍ
يبدأ يومه بتحية الوشاح الكالح

الثملة لفرط البرد
في باب النزل
منطوية مثل حلزون تتقي عابراً مألوفاً
وفضول نظرات عابرة من غير مَنْح ٍ
تريد أن تعرفَ
تريد يقيناً يسعفُ.

يأتي بارتعاشةٍ خفيةٍ،
المنحني حتى ملتقى الأنفاس
لكي يضعَ فلزات روحه الساخنة
بعد نهارٍ فادحٍ وليلٍ مترفٍ
بيدٍ حييةٍ
تكاد أن تصرخَ وجعاً من صنيعها،
تلك قرابينُه
كَمَنْ يتطهر كل صباح
من جرائرِ المَجَرٍةِ برمتِها
مجرةٌ غير مكترثةٍ بصبيةٍ مذعورة
في باب الحياة،
يضع نحاساً دافئاً في يدٍ باردة
ويذهب تائهاً في سديمٍ خالقٍ.