(إلى متحف "أورسي")
يختلط عليكَ المكان والوقت
فهدير العجلات في نهر الحديد القديم
صوتٌ رصينٌ منذ العتبات الرحبة
تدركه وأنت مقبلٌ على البهو
تسمع ذلك الصليل الكثيف على الجانبين
وتحسّ بوقعه المتثاقل
لفرط المسافة ووطأة العبء،
يستقبلك فتتقدم
تهطل اللوحات بأشكالها الهائلة
قماشة تدبّ فيها الحياة وتنهض
مخلوقات تحيط بخطواتك
متصلة بأمثولات محسوسة
منذ عجائن الزيوت المنسية
حتى صلصال الطين الطازج
صرير الصخر المكبوت
ومرايا الغرانيت
تماثيلُ ما إن تضعَ يدَكَ عليها
حتى تستيقظ فيها الأحلامُ
يشبُّ الحجرُ
يسعى لدفء يديك
يمسُّكَ فتألفُ المكانَ
متقمصاً الأشكالَ والخطوط
بشظايا القطن والصوف والحرير
عناصر مشمولة بأصابع رسامين أصحاء
أثمَلتْهُمُ المسافةُ
يترنحونَ بفعل الوجد
أصابعُهم نزقةٌ وتحسنُ الخلقَ
تقْدُرُ على إتقان الحلم وشهوة النظر
حيث الكائنات تتلألأ بدقتها المتناهية
منتظرةً شرارةَ الفعل
تستدرجك لتبدأ...
فتبدأ.