بخطوات راقص الباليه المترفـّع
المستخفّ بالهواء
الموشك على شرفة الكون
خطواته الرشيقة الواثقة عن الأرض
وضع حياته في مهبّ الكتابة مراهناً على السفر
خطوات تكتب له طريقاً
فيسلك سواه
الخطوات ذات الخفّة
بالقدمين المأخوذتين برحمة الريح
قدمان مجنّحتان
ما أن يضعهما في الاقامة
حتى يطيرَ بهما في سفر
يمشي في التجربة على حافّة الوقت والمكان
مثل طيفٍ رهيفٍ
كمن لا يريد إيقاظ أحد
هو الذي يسعى لإيقاظ الخرائط
هو الذي جابَ الماءَ و اليابسة
طوّافُ المعرفة الكونية
مَـنَـحَ شبحه الشفيف لرسامي الجزر
وملوّنِـي الأوقيانوس بلازورد القلب
ومُخلَـصي الأصدافَ من مرضِها الكريم
ومروّجي الكحولَ بطيئة العمل
ومنحنا نعمة الصداقة
في ترف الفالس فائضاً عن الكمان
طائشاً، مندلعاً في دفتر الطبيعة
بتلك الخطوات الطازجة
مثل حبّات المانغو الخضراء في غابة المطر
في سهوب آسيا المذهولة
مثل سمك ينسى عادة الماء
في سواحل أفريقيا المنتظرة
ويمنح الناس أرجوحة المبتدأ و الخبر
بالخطوات السريعة ذاتها
يتقدم مكترثاً،
مشفقاً على الأرض المتألمة
الفتى البلغاري
شديدُ الإنتبهاه، الخارج مبكراً على النص
جاء متأخراً عن العسف
خطواتُـه الصغيرة خارج المكان الأول
منحته بيتَ العالم
هو الذي رأى مناجم الكشف في مجهول السفر

الرجل المندفع في تجاعيد الطبيعة
مدخراً الطفلَ الذي لم يكبر معه
يمسّ الأرضَ بقدمين مذعورتين
مأخوذتين بالسفر
لا تستقران في غرفة ولا يكفيهما الوقتُ
يَـقِـيـسُ بهما خيطَ الأفق
مطمئناً لقلقهما
قدمان سادرتان في سديم البحث
تقودهما عينان ساهرتان في شرفة المجرّة
تَـريان أو ترويان،
القدمان المسكونتان بالإقامة والسفر،
تكتبان الجُسُورَ وتقرآن جامعَ العوالم.