(إلى طرفة بن العبد)
لا أحدٌ يدركُ كُـنْـهَ السؤالِ
سوى موغلٍ في الغياب
ولا أحد يستحق اللحاقَ بنيزكِ أخبارِنا
غير أحلامنا الكاذبة
لا أحدْ،
لا أنتَ في عتمة النص
ولا فهرسٌ في كتابٍ
ولا فضةٌ ذائبة
هل أنت في ما تبقى من الكون؟
ليت الذي يرسمُ القوسَ لي
يبتلي بالضروريّ مما تبقى من المسألة
ليته يُدركُ،
أو يتداركُ، حكمتنا المائلة
ليته،
وهو يُمعنُ هندسةً في المحالين للموت،
يُصغي لهذا الأنين
ليته يكشفُ الكائنَ الأوليَّ ومَـنْ أوّله
ويشرحُ للمؤمنينَ به
سامَحَ الله ..،
كيفَ تسنى له أن يؤثثَ فينا الشظايا
وكيف تيسرَ وقتٌ يؤلفنا في الكتاب
وكيف تراءى له القتلُ مستقبلاً
وكيف تماهى،
على غفلة اللهِ، في سنبلة
هل أنت في مستحيلٍ من الكون؟
هل تهكمتَ في حضرة الله
هل فاتكَ الموتُ فيما تـَـدافعَ تسعونَ نحو القذيفة
يستجوبون رسائلها
هل تضرعتَ كي تضعَ الحربُ أوزارَها
وكي يندم الشهداءُ قليلاً
ويبتهجُ القاتلونَ
وتجهشُ ثاكلةٌ وهي تقرأ أخبارَها في الغموض
وهل يعرف اللهُ أسرارَها؟
هل أنت يا سيدَ الكون.. في الكون؟