(إلى موزه خليفة الشملان)
1
أكتبك، بغبطة المفقود،
تاريخاً يقرؤه النجارون في شجر السهرة
ويصقله مهندسو الخشب في سفينة الوقت،
زيتي قناديل الحب
في قلب المسافر الغريب وبيت الحالم المقيم،
ابذلُ الذرائعَ للمأخوذين
لئلا يثقوا بمصادر الأسئلة ومذاهب الأجوبة،
فلا تنال الغفلة منهم ولا يصيبهم السهو،
مأخوذون بك، لا تأخذهم السهرة عن الفكرة
يؤثثون غابتهم بالباقي من الذعر لفرط المعرفة
مؤسِسون،
مقيمون على عهدهم في الأمل لفداحة العمل
يذهبون إلى شمسهم في ليلٍ كثيفٍ وعصفٍ بائن،
يثقون في الشك
فيسألون القدم قبل الطريق وبعده.
***
أهمس لك بشغف المكبوت
لئلا ينال اليأسُ من أمل الناس.
***
هذا بيتك الفاتن مثل شمس على الكون
لا تغفلي عن البهو والشرفة
بيتك ودار أحلامك
ومستقر عملك ومعراجك إلى مشتهاك.
***
أسألُ لك الأسئلة،
وأترك لبابك الموارب حق الذئب في الثقة،
أصقل لك البيت والطريق،
أحضنك بزفير الكشف وشهوة المعرفة،
فيتطاير الشررُ من عينيك لفرط ما ينالك من الدهشة
فتتصاعدين مثل شغف الممسوسين بالبرق،
جنونٌ لهم وجنون عليهم.
***
يلهجُ لك البرتقالُ بالأزرق،
وتتضرعك المهاوي بتضاريس الأوج
دعيني أضع لك جسرَ الجسدِ وشرفة الروح
ساعديني على التحديق في شمسك
مؤمناً بك كافراً بالضالعين،
افتحي لي صدرك واصغي لدمٍ يشفُّ عنك
وقميص مهتوك من كل جانب
افتحي شرفتك لأطفالك وأبناء أطفالك
واتركي بابك مشرعاً على آخره
لا يخطئه الطيرُ ولا تغيبُ عنه عربة العشق
يسألك الناس عما يفسد أحلامهم في الليل وأشغالهم في النهار
وحدك تملكين ما يغني عن اليأس ويصدّ البرد
تسمعين الألوانَ وهي تنتخبُ لك العزفَ
تجهشين بأطفالك وأبناء أطفالك
فينشأون مثل حديقة البيت مغسولين برغوة اللبن
ترفقي بطفلك وطفل طفلك
واشفقي على حسرة النص في روحي
انظري إلى مرآة غيمك
ترينَ شخصاً يذهب مغموراً بك
مثل شيخ يهذي ويهجر
شخصاً يحسن المزاعم
و يقصر عن أحلامه الشاهقة
شخصاً مأسوراً بغواية الدلالة
مأخوذاً بزفير العسل في مزيج السهرة
شخصاً يموت قليلا كلما خرج من الحلم.
2
ما الذي يشبهك؟
عندما تجلسين على شرفة الكون
مأخوذة بالخجل القرمزي
تضيئين عالمهم كرماً
بلا منّـةٍ تجرحُ الروح،
هل تُـرى شمسهم تشبهك؟
ما الذي يشبهك
كلما اغتسل الأشقياءُ بمائك
فيما تميلين بالكأس في الرأس
كي تترنح أعضاؤهم
شغفاً بالذرى
هل تـرى خمرهم يشبهك؟
ما الذي يشبهك
حين يهتاجُ في جرحك الغضّ ما يُشتهى
حين تطيش الفراشة في عتمة الضوء
حين تمسّين بالحلم المستثار المدى
أجنّ بعينين مأخوذتين
أموتُ قليلا .. قليلا بما لست أدري
كأن الحياة التي في دمي .. تشبهك.
ما الذي يشبهك
تهمسين الحكايا من القلب
ساعتها ..
كلما قلتِ لي .. صرتُ لك
تمسحين البكاءَ عن الناس
ساعتها ..
مثلما يفعل الله بي
هل ترى سحره يشبهك؟