(إلى أحمد الشملان
وأحمد الربعي
وأحمد حميدان)

هكذا أتخيل نفسي دائماً،
كائن غير مرئي
يذرع المسافة بين النص والحديقة،
يوزع أحلام يقظته على نائمين.

*

ثمة مقصورة عامرة بالأحلام.
أقف عند بابها، أحصي الخارجين يترنحون بالذخائر،
أنصح الداخلين بخريطة المقصورة، لئلا يعرفوا الطريق.

*

بذرت أحلامي هنا
هذه جنائن روحي،
ليس لأحد أن ينازعني بيتي.
ففي الجنة،
لستُ القاطن وليس من العابرين،
أنا كائن يتكوّنُ ويكونُ.

*

جنة المأوى، بهو البيت
لا يقدر أحد على مصادرته
مثل حلم،
يتوجبُ عليك أن تمحو الليل، وتنفي النوم
لكي تجعل الحلم مستحيلاً
بيتي،
حنين ومأوى.

*

جنة البيت،
منزل الجنين،
وحديقة الجنون.

يجلس الشخصُ في مكانه.
لا تنال منه جغرافية الوهم،
ولا يسطو عليه غبار السلالات.

يقوى عليه شخصٌ في جنة المنتهى.
يبدأ ولا ينتهي.

*

ما إن تبدأ سرد السلالات
حتى ينثال الأسلافُ في صورة أشباح
تتبادل نصب الفخاخ والشراك،
وتمعن في تمويه القرائن
وافتعال الأمثال وتقمص الحكمة،
أشباح تمحو خريطة وترسم غيرها
خرائط تفضح سلالة الغبار.

*

يطرقون الباب والنوافذ
لا تفتح لهم،
إن كانوا ضيوفاً مبعوثين
أو أدلاء طاشَ الوجدُ بهم
وفاضتْ بهم أحلامُ الناس
سوف يعرفون كيف يدلفون البيت
برفق الأطياف ورهافة الحلم.
لا تفتح لهم
لا يدخلون من باب ولا نافذة.

*

حواة على الجانبين
يتناوبون على إخراج غرائبهم من السلة،
السلة ذاتها كمن يستل أسراب الغيوم الكثيفة
من نوم واحد،
يتراشقون بالصمغ والضفادع
وفضائح السيرك.

يسأم الناس،
يفشل العرض،
ويخفق رقيبٌ في حجب الشمس
ومنع الكلام،
الحقيقة عارية
أكثرَ فصاحة من النص والنحاة.

*

الآن،
بعد التي واللتيا،
بعد الغالي والنفيس،
بعد النار والرماد،
بعد الدنيا والدين،
نكتشف أننا
طوال الليل والنهار
طوال الموت والحياة
كنا نزرع الحقل بالأوتاد
ونسقيها بالماء اليابس
فماذا تريد أن تحصد من زراعة الأوتاد
غير الخيام.

*

لا اعتراض لدينا، في هذه الكوميديا الدامية،
سوى على اعتقادهم، الذي يضاهي اليقين،
بحتمية إعجابنا بهذا العرض.