إنني مصاب بحمى التفكير !
افكر فيما حدث و ما سيحدث و ما قد يحدث !
افكر في الاشياء التي لم تحدث، و ماذا سيحدث لو حدثت.
تكسرت عظامي نتيجة إرتفاع درجة حرارة
جسدي ليومين...وبعدها نمتُ النوم الأبدي ..لم أشم شيئاً إلا طيب الرائحة ..رائحة التراب الرطب.
تهتُ أبحث في ساحات المعارك عن أعضاء جسمي الملتهب ...بعد أن فقدتُ كلتا يداي ...فكيف اعانقكِ بعد الآن؟
أشعر بالشبع من كل شيء..كل شيء باهت ولا يملك مذاقاً .....وبات عقلي يهذي بكِ، مزدحم بأفكارة منتضرة إشارة المرور بألوانها الثلاث لكن الضوء الأحمر ظل مشتعلاٍ طوال الليل ،لذا ليست بإمكانها أن تعبر الشارع على طريق المشاة .
رأيتكِ في منامي فجراً ..بعد أن فرحتُ برجوع يداي في المنام.
كنتُ أمشي في الشوارع ليلاً قاصداً منزلي الأبيض ورأيتكِ هناك كنتِ أنيقة كالعاده حتى في بسمتكِ ..وكأنكِ انتقيتِ أجمل إبتسامة لملاك بريء من احدى جُزر القمر ...عانقتكِ ...وأنا مبتهج بلقائك بدون ترتيب لموعد آه لو تعلمين كم كنتِ جميلة! وخلعتُ سترتي العسكرية ووضعتها على كتفيكِ. قلتِ لي :من أين أنت ؟من أين هربت ؟ وكأنك هربت من أحد أفلام ديزني .
أجبت: هربت من أحد ساحات الحروب ..أبحث عن السلام.
ِ لو أصول وأجول العالم بثمانين ليلة لن أجد مثلكِ او شبهكِ بالعالم .. ورحنا نصعد للسماء وأوصدت ُ عليك باب النجوم .
وصلتُ للبيت ورحتُ اطير من هنا وهناك كفراشة زرقاء اللون ،الماسية اللمعان ،قد ارتشفتْ رحيقها للتو من أزهار الاقحوان؛ في بستان مليء بأشجار الكافور والسنديان تحت أشعة الشمس الذهبية مع نسائم الربيع الدافئة .
أسأل نفسي لماذا كان الشارع مظلما ً والزمن ليلاً؟
لا يهم ذلك!
كل ما بالأمر كنت ُ أشعر معكِ بالسلام الذي أفتش عنه في ساحات الحروب فهي مزيج من روائح الاحتراق.
احتراق البارود ،واللحم ،والشعر ،وقماش الملابس لم يبقى شيئاً إلا وأحترق ..
أحببتك ِ لدرجة احترقتُ مع أوراقي المبعثرة واقلامي ورسائلي التي لن تقرأيها لإني احرقتها في الليلة الماضية في لهيب الفانوس .
..فأنا أكره الحرب التي يجابة بها جندي يقف فيها أول سطر من سطور المعركة ...بحثاً عن السلام .
ماذا استفدت ُ أنا من الحياة إذا لم ولن اعيش السلام...وإن قلتِ لكِ ذلك بعد استشهادِ في الحرب! هل يعني أني جبان؟
حلمتُ بكِ قبل أن أنام النوم الأبدي ..من الجيد أن أكون سبباً لتعيشين بسلام.
شمس