ليس الكرة الطائرة أو الجمباز، بل "الوجبة المفضلة" أو "البوفيه المتنوع" هي المجالات التي يتنافس فيها فرق العالم في "أولمبياد الطباخين" 2020 المقرر عقده في شتوتغارت. DW زارت المنتخب الألماني في بوتسدام وراقبت تدريباته.
في يوم ثلاثاء صيفي في مدينة بوتسدام اجتمع المنتخب الوطني الألماني المكون من 15 شخصا في منتزه الأفلام بابلسبيرغ: تدريب تمهيدي للوجبة المكونة من ثلاثة أطباق موجودة في البرنامج. وفي هذا المساء يتدرب قسم النشأ حتى عمر 25 عاما أو أقل. وحتى فبراير 2020 ـ انطلاق أولمبياد الطباخين في شتوتغارت ـ يجب إتقان كل حركة يدوية. وإثرها يتقابل الألمان ضد 2000 طباخ وفرقهم من مختلف أنحاء العالم.
وموجة الحر الحالية يمكن للفريق أن ينتزع منها بعض الفوائد الإيجابية: فعلى هذا النحو يمكن التكيف مع مسابقات مستقبلية في سنغافورة أو بانكوك، كما يقول مدير الفريق روني بيتسير. والتحدي هو تحضير أكلة تجريبية لـ 55 من الضيوف وتقديم هذا الأكل بالشكل المطلوب. وفي المسابقة التي ستُقام السنة المقبلة سيكون الوضع أصعب، إذ يجب على فناني الطبخ إعداد أطباق في غضون ست ساعات فقط لـ 110 من الضيوف وتقديمها لهم. أمر يتطلب جهدا كبيرا.
تغيير اللاعبين كما هو في كرة القدم
" منتخبنا الوطني هو مثل فريق رياضة"، تقول أينه كيلير المتحدثة الصحفية للفريق. وفي العادة يعمل الطباخون في مطاعم مختلفة في جميع أنحاء ألمانيا. وللمشاركة في الأولمبياد هم يلتزمون بشكل تطوعي، ومن أجل ذلك وجب عليهم السفر إلى منافسات في جميع أنحاء العالم. الوضع هو كما نجده في كرة القدم: بعض الطباخين الشباب يأتون من الخارج. وفي نوفمبر الماضي عندما تقدم الفريق للتباري في الألعاب الأولمبية في لوكسمبورغ حاول الحصول على مشارك آخر.
فالفريق كان بحاجة إلى صانع حلويات إيطالي وأقنعوه بالانتقال من الفريق الإيطالي إلى الألماني. ووافق على هذا المقترح. "تجد دوما أحدا وعندما يكون أو تكون مناسبة في الفريق فنحن نأخذها بغض النظر عن البلد الذي تنحدر منه"، تقول كيلير. ورئيس الفريق ياكوب تراسي ينحدر من ميشيغان الأمريكية ويعيش منذ أن تعرف على زوجته الألمانية في الولايات المتحدة الأمريكية منذ 15 عاما في براندنبورغ. ويؤكد تراسي بأن الطبخ الألماني أحسن من سمعته.
الطبخ الألماني يدمج في الغالب بين نكهات حلوة ومرة. وهذه الخاصية نجدها بالأحرى في الأطباق الآسيوية وليس الأوروبية الشمالية، يقول تراسي.
الطبخ الألماني ـ الكثيرون سيفكرون فقط في الملفوف المخلل والنقانق المشوية، في حين أن الطبخ الألماني يمتاز برقة أكثر، لاسيما في براندنبورغ وفي منطقة برلين. "وعلى مستوى مرتفع حتى في البيت يحب الألمان فعل هذا الشيء أكثر"، تقول كيلير التي تعتبر أن مكونات الطبخ العالية الجودة هي أهم جزء في العمل. "الطبخ سهل للغاية، لكن ما يتأتى في النهاية هو المهم. وهذا يكتشفه الألمان ببطئ".
المكونات هي الأساس
واستعمال المكونات ذات الجودة العالية ليس جديدا بالنسبة إلى المنتخب الوطني الألماني. فبعد تفكير استمر عدة شهور قرروا تحضير وجبة بمنتوجات إقليمية كثيرة. وحتى نحل زوجة تراسي تلعب دورا في قائمة الطعام. ولا يحق الكشف عن التفاصيل، لأن المنافسة يمكن أن تستوحي أفكارا من هذه الوصفة.
والفريق يجب أن يكون ملما ليس فقط بأطباق محلية، بل أيضا بأطباق موسمية مثلا مع أنواع خضر الشتاء الألمانية. وإلا ليس لهم أي فرصة للفوز بالميدالية الذهبية. وعلى هذا الأساس فإن الممارسة تخلق المعلم. وفي الشهور المقبلة سيتم التدريب بشكل منتظم. وكلما اقترب الموعد، كلما زادت لقاءات الطباخين في أوقات فراغهم في معسكرات التدريب الاتحادية. " نحن جميعنا موجودين هنا لأننا طباخون مولعون".
سارة هوجال/ م.أ.م