ومرّ المساءُ وكاد يغيب جبين القمَرْ
وكدنا نشّيع ساعات أمسية ثانيَة
ونشهدُ كيف تسيرُ السعادة للهاوية
ولم تأت أنت..وضعت مع الأمنيات الأُخَرْ
وابقيت كرسّيك الخاليا
يشاغل مجلسنا الذاويا
ويبقى يضجّ ويسأل عن زائرٍ لم يجىء
***
وما كنت أعلم أنّك إن غبت خلف السنينْ
تخلّف ظلّك في كلّ لفظ وفي كلّ معنى
وفي كلّ زاوية من رؤاي وفي كلّ محنى
وما كنت أعلم أنّك أقوى من الحاضرينْ
وأنّ مئات من الزائرينْ
يضيعون في لحظة من حنينْ
يمدّ ويجزر شوقا إلى زائر لم يجىء
***
ولو كنت جئت..وكنا جلسنا مع الآخرينْ
ودار الحديث دوائر وانشعب الأصدقاء
أما كنت تصبح كالحاضرين وكان المساء
يمرّ ونحن نقّلب أعيننا حائرينْ
ونسأل حتى فراغ الكراسي
عن الغائبين وراء الأماسي
ونصرخ أنّ لنا بينهم زائراً لم يجىءْ
***
ولو جئت يوما – وما زلت أوثر ألا تجيء-
لجفّ عبير الفراغ الملوّن في ذكرياتي
وقصّ جناح التخيّل واكتأبت أغنياتي
وأمسكت في راحتيّ حطام رجائي البريءْ
وأدركت أنّي أحبّك حلما
وما دمت قد جئت لحما وعظما
سأحلم بالزائر المستحيل الذي لا يجيءْ