طائر الطاووس
يوجد الكثير من الطيور على وجه الأرض والتي تتباين فيما بينها من حيثُ الشكل والحجم ودرجة الجمال، ولكن لا شك أن طائر الطاووس يحتل المرتبة الأولى من حيثُ درجة الجمال بل يكون هناك مبالغة عند القول بأن الطاووس هو أجمل الطيور على الاطلاق حيثُ حباه الله سبحانهُ وتعالى من ألوان ريش رائعة وغاية في التناسق والجمال.
وعند البحث حول طائر الطاووس نجد أنه موطنهُ الأصلي هو الغابات الاستوائية الرطبة في الدول الآسيوية، وذلك مثل غابات باكستان، وغابات الهند وكذلك سريلانكا، ويتمتع الطاووس بانتشارهُ في كافة دول العالم حيثُ لا تخلو منهُ حديقة طيور في معظم دول العالم.
أبرز صفات طائر الطاووس
يعد الطاووس من أكثر الطيور اعتزازًا بنفسهُ؛ حيثُ يُعرف بالغرور والكبرياء والعجرفة، وذلك يتضح جليًا من مشيتهِ المتألقة التي تعكس قمة غرورهُ، كما أنه يحب يعيش وحيدًا ولا يختلط بسائر الطيور المجنحة، ولعل ذلك التكبر الذي يتميز به الطاووس نابع من تفردهُ عن سائر الطيور بذيل ذو ريش ملون ومتناسق يستطيع أن يقوم بفردهُ متخذًا شكل مروحة عملاقة ذات طول يتجاوز طول جسم الطاووس بخمس مرات، وهو ما يفتقدهُ أي طائر آخر.
ويعيش الطاووس في البرية وسط جماعات تعمل على حماية بعضها البعض، ولهُ صوت عالي للغاية يقوم باستخدامهُ كأداة تنبيهِ لمجموعتهُ في حالة وجود أي خطر قادم نحوهم، ونظرًا لارتفاع الصوت بشكل كبير يكون الطاووس مصدر للإزعاج في حالة القيام بتربيتهُ في المنزل، وجدير بالذكر أن الطاووس يفتقد القدرة على الطيران لمسافات طويلة، ويعتمد على أجنحتهُ في عمليات القفز فوق أعالي الأشجار.
وعن الفرق بين أنثى وذكر الطاووس فنجد أن الأنثى تُسمى طاووسه، وهي تكون ذات حجم أصغر كثيرًا من الذكر، وذات ذيل قصير وتفتقد الريش الملون في ذيلها بل يكون ذو ريش قاتم اللون.
تغذية طائر الطاووس
عند البحث حول تغذية الطاووس نجدهُ يأكل تقريبًا العديد من الأنواع وإن كان يعد من الحيوانات آكلة اللحوم، فنجدهُ يأكل الزهور والخضروات والبذور والنباتات الخضراء، وكذلك يتغذى على كافة منتجات القمح مثل الخبز والذرة والشوفان والأرز المطبوخ، وليس هذا فحسب بل يقوم الطاووس بأكل كل من الحشرات الصغيرة والزواحف والبرمائيات في حالة ما وجدها بطريقهُ، بل هناك أنواع من الطاووس مثل الطاووس الأزرق أو الهندي يستطيع القيام بصيد الثعابين الصغيرة ثم يتغذى عليها.
تكاثر طائر الطاووس
يتكاثر الطاووس مثلهُ مثل باقي الطيورعن طريق حدوث تزاوج بين كل من الذكر والأنثى ثم وضع البيض، فنجد أن سن البلوغ عند هذا الطائر هو ثلاث سنوات، ويحدث التزاوج في فصل الربيع حيثُ يقوم ذكر الطاووس بجذب الأنثى إليه عن طريق إصدار بعض الأصوات المميزة، وبعد التزاوج تضع الأنثى البيض والذي يتراوح عددهُ بين أربع إلى ست بيضات، ثم ترقد الأنثى على البيض لمدة شهر حتى يخرج الصغار منهُ، وتقود الأم عملية التربية حيثُ يظل الصغار معها حتى إكمال أربعة أشهر، ونذكر أن النمو الكامل للطائر الطاووس يتم في عمر عشرة أشهر.
موطن طائر الطاووس
يوجد نوعين فقط من أنواع الطاووس، ويتمثل النوع الأول في الطاووس الهندي أو الطاووس الأزرق والاسم العلمي لهُ هو Pavo cristatus ويقطن هذا الطاووس كل من دولة الهند وسريلانكا حيثُ يمكن الوصول إليه في كافة أنحاء شبه القارة الهندية وكذلك المناطق الجافة والمنخفضة في دولة سريلانكا، أما النوع الثاني فهو الطاووس الأخضر الذي يقطن دولة إندونيسيا وتحديدًا في جزيرة جاوة وكذلك ميانمار، ويعرف هذا الطاووس علميًا باسم Green peafowl.
وجدير بالذكر أن هناك نوع ثالث من الطاووس ولكنه أقل شعبية ونظرة وهو طاووس الكونغو الذي يُعتبر الوحيد الذي تم اكتشافهُ خارج قارة اسيا حيثُ أنهُ يقطن الغابات المُمطرة في قارة أفريقيا.
الحياة الاجتماعية لطائر الطاووس
يعتبر طائر الطاووس اجتماعي بطبعهُ؛ حيثُ يعيش دائمًا في جماعات، ويختلف حجم هذه الجماعات ليلًا عنهُ نهارًا، ففي الصباح تكون المجموعات صغيرة إلى حد ما، ويكون هناك مجموعات للذكور وأخرى للأناث، وتقضي هذه المجموعات النهار في البحث عن الطعام مثل التوت والتين والحبوب والبذور والحشرات وغير ذلك، وعند حلول الليل تتجمع طيور الطاووس وتقضي الليل في شكل مجموعات كبيرة وذلك كنوع من الحماية من الحيوانات المفترسة التي قد تقوم بالهجوم عليهم.
ونذكر أن ذكر الطاووس يكون أكثر عرضة للهجوم عليه من قِبل الحيوانات المفترسةمثل الكلاب والنمور وقطط الأدغال، وذلك نظرًا لبطء حركتهُ مقارنة بالأنثى لوجود الريش الطويل في ذيله، ولكن في نفس الوقت نجد أن هذا الريش الطويل يساعده في النجاة؛ فعند هجوم أحد الحيواناتالمفترسة عليه يحاول الإمساك بالريش فيتساقط شيء بشيء، ويقوى الطاووس على الطيران بشكل أسرع وينجوا من ذلك الخطر.
ولكن يختلف وضع جماعات الطاووس خلال موسم التزاوج، فنجد أن المجموعة تصبح متكونة من ذكر واحد والباقي أناث، فيقوم الذكر بتأسيس منطقة خاصة له ولإناثهُ، ويبدأ بعضها في مغازلة الأنثى عن طريق ريش ذيله الطويل الذي يفرده على شكل مروحة وتبدأ عملية التزاوج، ومن المعروف بين أناث الطاووس أنها تكون أكثر ميلًا للذكر الذي يمتلك ريش طويل وبقع عينية الشكل، وذلك كونها تضمن أن ما يتم إنجابه من صغار سوف يكونوا أقوى وأجمل.
أما فيما يخص صوت ذكر الطاووس فنجد أن له أحدى عشر صوت مختلفين، ومن بين تلك الأصوات صوت الصراخ الشديد الذي يدل على قرب حيوان مفترس مما يتطلب الحيطة والحذر، ونجد أن الطاووس يصيح صباحًا ومساءًا ما عدا موسم التزاوج حيث يصيح طوال اليوم.