إنهضْ فهذا وميض الأمـنيات بـدا
ومـوكب الـحلُم المأمول قد وَفدا
..
فاتـرك همـومـك إنَّ الأمس مبـتـعـدٌ
واحفـظ مآسيـكَ لا تـشمتْ بها أحدا
..
غـداً سـتـعـلمُ أنَّ الـدهـرَ مـنـقـلبٌ
وسوف يـندملُ الجرح الأبـيُّ غـدا
..
يامن غزلت خيوط الصبح في أفقٍ
تستـلهمُ الأرض من أضوائـه رَشـَدا
..
حـتـماً سيأتي إليك الدهـرُ معـتـذراً
عمّـا مـضى تـائـبـاً يـهـتـزَّ مُـرتــعـدا
..
صَدقتَ ما ينـبـغي للصبـر من فـرج ٍ
وهـكـذا يـصـدق الـرحمـن مـا وعـدا
..
ها أنت رغم الدجى تـرنـو إلى أمـلٍ
تراهُ ملء المدى يزهو هـوىً ونـدى
..
رغـمَ الأسى والليالي أنتَ تـرقـبـهُ
رغم السنين التي تمضي بغير هُدى
..
ما زلتَ توقـدُ في الليل البهيم سناً
يُـبـدد اللـيـل يُـذكـي كـل ما خَـمَـدا
..
سيـدبرُ الـكـرب مـتـبـوعـاً بـخيبـته
ويـستـفـيـق بـآفــاق الـزمـان مـدى
..
إذ يُــزهـر الـصـبــرُ آمــالاً مـنـاديــة ً
ويُـرجع الـغدُ للأمس البـعـيد صدى
..
آتٍ أوانـكَ يا مَـن خُـضتَ غـيـهـبـه
دهــرٌ بـأيـامـه ضـاع الـزمـان سُـدى
..
دهـرٌ وما زلتَ تحيا رغـمَ سطـوتـهِ
روحٌ يُــثـبّـتُ في إيـمـانـهِ جَـسَـدا
..
عــزمٌ وصـبــرٌ وأحـلامٌ سمَت كِـبَـراً
ووقـفـة ٌ كالرواسي فـانـهـزامُ رَدى
..
يفيضُ شعري مواويـلاً بـقـافـيـتي
كـأنـّه الـفـجـرُ في أعماقيَ اتـّـقـدا
..
لا شكّ من طلب الـغايـات يُـدركها
وقـلّ مـن جـدّ في أمـرٍ ومـا وجَــدا
..
نحن الأُلى نـستحقُّ الـعـز أجـمـعَـهُ
ونحـتفي بـالّـذي أوفى وما جَـحَدا
..
نـغـادر الأمس ما ضجّـت مـواجـعـهُ
ونـرتـقـي فـي مـدارات الـعـلا أبــدا
..
نـبـقى نـفيـض بآفاق المـدى كرمـاً
يُـرخي لنا فوق هامات السحاب يدا
مثنى دهام