أنصار الحسين
قال الإمام الحسين عليه السلام: اللهم إني لا أعرف أهل بيت أبر ولا أزكى ولا أطهر من أهل بيتي، ولا أصحابا هم خير من أصحابي، وقد نزل بي ما ترون، وأنتم في حل من بيعتي، ليست في أعناقكم بيعة، ولا لي عليكم ذمة، وهذا الليل قد غشيكم، فاتخذوه جملا وتفرقوا في سواده، فإن القوم إنما يطلبوني، ولو ظفروا بي لذهلوا عن طلب غيري ،قال العباس بن علي: لم نفعل ذلك، ألنبقى بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا ، وبمثل هذا أجابه أخوته، وأبناؤه، وبنو أخيه الحسن، وابنا عبد الله بن جعفر محمد وعبد الله ، وقالوا بنو عقيل: فما يقول الناس؟ يقولون: إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا؟ لا والله لا نفعل، ولكن نفديك أنفسنا وأموالنا وأهلونا، ونقاتل معك، حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك ، جواب الأصحاب : قام مسلم بن عوسجة الأسدي فقال: أنحن نخلي عنك، ولما نعذر إلى الله في أداء حقك، أما والله حتى أكسر في صدورهم رمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولا أفارقك، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك، وتكلم زهير بن القين وبقية الأصحاب بكلام مشابه ، قال الإمام عليه السلام : إنكم تقتلون غدا لا يفلت منكم رجل ، فقالوا : الحمد لله الذي أكرمنا ينصرك، وشرفنا بالقتل معك ، فقال الإمام عليه جزاكم الله خيرا، ودعا لهم بخير، فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون كما قال
بحار الأنوار - الإرشاد