دعني أترجم حبي فيك أشعار
وعنك أروي لأهل الأرض أخبارا
قد حاز فعلك إعجابي فألهمني
بلاغة جاوزت قسا وبشارا
لو قورنت بالآلي فاق جوهره
حسنا وحير ما تحويه أفكارا
عرباء تصغي لها الأسماع عن طرب
ليست بخرساء إن ما كاشح ما رى
إليك أزجي قوافيها معطرة
عرفا مزجت به مسكاً ونوارا
يا رشاد وسبيل الرشد ينهجه
من آثر الخير دون الشر فاختارا
ألم تر المرء إن ضاقت به بلد
إليك يمم أظعاناً وانظارا
لان فيك خصالا قد خصصت به
نعم وأودع فيك الله اسرارا
لذا شددنا إليك الرحل واتجهت
بنا الركائب ما إن دهرنا جارا
حيث الأمير أبو مكتوم حاكمن
به بلغنا من الآمال أوطارا
بقربه قد حططنا عن رواحلن
جذلا فلم نفتقد أهلا ولا دارا
بل خير دار لنا دار نعز به
إن الكريم يرى في الضيم إضرارا
فكيف أغضي على ضيم ولي شرف
به أقارع أهوالاً وأخطارا
إن شف شعري فعذري فيه أنك قد
سجلت في صفحات المجد أسطارا
غرست بين القلوب الحب فامتلأت
بالحب فانظر تجد للحب آثارا
أنى حللت بأرض طاب منبته
نرى بها وارفات الظل أشجارا
نرى البلاد التي صممت نهضته
ملأت أرجاءها خيراً وإعمارا
كأنها بيد سحرية صنعت
أو الربيع كساها منه أزهارا
حققت بالفعل لا بالقول كل منى
لنا فأصبحت الأحلام أخبارا
بل نهضة كلنا أضحى يشاهده
نخالها في رحاب الأرض تيارا
بوركت من نهضة للخير شاملة
رمى بك الله عهد البؤس فانهارا
من رام حصر جميل أنت فاعله
وعد فضل سواكم عد أصفارا
فمن فؤاد مليء بالولاء لكم
أهديك شعراً نظير الدر معطارا