المرء يسعى والمنية أسرع
والدهر بينهما يسر ويفجع
قدر يسيره المهيمن حيثم
يختاره لا حيثما نتوقع
يا أمة فجعت بفقد زعيمه
وقوى الضلال لسلبها تتجمع
نفذ القضاء ولا مفر لكائن
حي من الأمر الذي لا يدفع
لو كان يقبل عن جمال فدية
لفدته أنفس يعرب والأدمع
لكن حكمة ربنا في خلقه
للمؤمنين به دليل مقنع
واختار ربك ناصراً لجواره
شأن الأمانة حينما تسترجع
يا أيها الإنسان لم ينل الألى
ما نلت من حب به تتمتع
جرحت فجيعتك الضمائر كله
فكأنها في كل قلب مبضع
أنا قبل فقدك كنت شاعر قومه
أزجي القريض كما أشاء وأبدع
فغدوت لا أزن القوافي حسبم
أهوى ولا كيف المعاني توضع
وإذا خلت نفسي إلي فإنني
استشعر العزم الذي يتضعضع
ماذا أقول وقد بلوت تصبري
فوجدت صبراً منهكاً لا ينفع
حاولت إيقاف الدموع تجلد
ففشلت واستعصى علي المدمع
إني لأستعفي الأديب قصيدة
هزلت وبان من الهزال الأضلع
أبكيه من حر الفراق تألم
لكنني رغم البكا لا أجزع
أنا لن أسجل ههنا تاريخه
فسجله بالمكرمات مرصع
والعرب تعرف فضله وجهاده
كالغيث حيث يصيب أرضا تمرع
إني لأسأل كل من لاقيته
هل شمسنا بعد الغروب ستطلع
وهل المهيأ بعد فقد زعيمن
سيعيد ما سلب الطغاة ويرجع
ما كان قبلك للعروبة قيمة
منذ الخلافة أو مقام يرفع
حتى أنرت لها الطريق فأصبحت
فعلا لكل فضيلة تتطلع
والناس مختلفون في آرائهم
لكن فيك على المحبة أجمعوا
فقدتك أمة يعرب وعدوه
لما يزل في قدسها يتسكع
تموز أين جمال؟ إين حبيبنا ؟
أين الخطيب العبقري المصقع؟
أين الجماهير التي تصغي له
فيهزها الكلم الجميل المقنع ؟
أرجو وآمل أن يوفق ربن
من للعروبة والشريعة أنفع