تحلو الترانيم حيث الماء والعشب
وجحفل الغيد للألباب يستلب
أما وقد صوحت روض وجف ندى
وغار نبع ومات الكرم والعنب
فكيف تصدح فوق الأيك ساجعة
وليس في الأيك ما يوحي به الطرب
تبدلت نسمات الريف عاصفة
إعصارها بلظى الأحقاد تلتهب
أتت على كل شيء وفق ما رسمو
نار ضحيتها الحطاب والحطب
ما همها وطن تفنى شبيبته
على يديها ولا الغايات والسبب
حتى إذا ما اكفهرت فر شاعره
إلى مروج بها الخيرات تنكسب
دبي يا جنة بالخير قد ورفت
ظلالها فتلاقى الحب والأدب
دبي يا موئل الأحرار من قدم
وبلسم الجرح إن أزرى به العطب
أصبحت واسطة العقد الذي انتظمت
حباته جيد من تسمو بها الرتب
وقاك مولاك شر الحقد من فئة
لا يحسب الغدر منها أنه عجب
أنخ ركابك وامرح في مرابعه
ففي صدور بنيها الملتقى الرحب
إذا ازدهت ببني مكتوم غرته
فالتاج يزدان فيه الدر والذهب