لبّيك يا منقذ الفصحى من اللّدد
ومنصف الشعر من دعوى بلا سند
ومخرج الدر من لجي معرفة
شماء يجثو لديها جالب الزبد
ذكرتنا بعكاظ والفحول به
صوالة بين منشاد ومنتقد
والنابغي على كرسيه حكم
في محفل بأولي الألباب محتشد
سحر البيان على أفواههم نغم
يزري صداه بسجع الطائر الغرد
فأين منا عكاظ في مواسمه
والأعشيان ومن يغدو بمنجرد
وطرفة وابن كلثوم وعلقمة
والنابغيان وابن الأبرص الأسدي
وما جرير ونداه إذ احتدمو
في ساحة الشعر للفصحى ذوي حسد
بل أين رب القوافي من تنبؤه
بقلبه ما ترى عيناه بعد غد
وشاغل الناس والدنيا ومالئه
وناقش الحكم الغراء في الصلد
بل أين من سعدت أم اللغات بهم
ومن أشارت إليهم أن خذوا بيدي
فقد وثقت بكم نثراً وقافية
فاستمطروها فسح الودق بالبرد
وجاء شوقي بالسحر الحلال رؤى
خلابة بين منثور ومنتضد
لله در القوافي حين يتقنه
خبيرها خلدت ذكراه في الأبد
وإن أسيىء إلى عليائها كشفت
للناس عن كبرياء الجاهل الحرد
لي من كنوز القوافي ملء أبحره
قد استقرت بحمد الله في خلدي
وما أقارن نفسي بالذين مضو
مهما سموت فليس النهر كالثمد
أعددت منها ظبا تودي بألسنة
قد شوهت حسن وجه الشعر بالغدد
خلالها الساح من وزن ومن لغة
وساقها الجهل سوقا غير متئد
فخالت الصفر تبرا والدجى قبس
والنثر شعرا وعقد الدر من مسد
فأقدمت ورياح الزهو تقذفه
إلى مهاوي الردى من قبضة الأسد
يا منصف الضاد من فوضى القريض فلم
يقبله بين عروض الشعر من أحد
لك التحية مقرون بها مقةٌ
يحدو بهن ثناء القلب من حمد