رفعتُ في بحْركِ المِعْطاءِ أشْرعَتي
وغُصتُ حتى أضاءَ الدرُّ في لغتي
وسِرت في روضِكِ البسّام أزمنة ً
حتى تفتّّحَ وردُ الحُبِّ في شَفَتي
وقلتُ عنكِ أنيسٌ لا مثيلَ لهُ
فكُنتِ أُنساً رقيقا، كنتِ مُؤنِستي
وقلتُ عنك عذابٌ لا يُفارقني
فكُنتِ نارَ الهوى، رفقاً مُعَذبتي
رفقا دبيُّ فشِعري لم يعُدْ خَجِل
من التَحَرّش، من إفشاءِ عاطفتي
أنا الصَّبيّ ُالّذي مازالَ مُنْطَلِق
يُسابق الرّيحَ والآمالُ عافيتي
أنا الصَّبيّ ُالّذي مازال مختَزن
نجوى النخيل ِعلى إيقاع ِعاصفتي
2
....
أنا الصبيّ الّذي أمْسَتْ مَرَاكِبُهُ
تَغْشَى الخيالَ وشوقُ الدار ِأمتِعَتي
مازلتُ ألعَبُ عندَ البحر ِمُرْتَجِل
فيكِ القصيدَ ونبضُ الخَوْر ِقافيتي
مازلتُ أرسِمُ أحلامي على ورق ٍ
وصِرتُ أطْلِقُ عِنْدَ العَصْر ِطَائرتي
مازلتُ في الفَصْل ِأتلو ما يُقَيّدُني
عن ِالحَرَاك وما يَسري بأوردتي
فالدالُ داري وباءُ البَّر ِيُشْعِلُني
والياءُ يُسْرٌ وَيُمْنٌ أنتِ مَدرستي
أنا البريءُ الوسيمُ الطّفلُ يقتُلُني
ثوبُ التمَسْكُن ِإنْ غادرتُ شيطنتي
أنا السعيدُ التعيسُ الفظ ُتَسْحَبُني
عيناك ِمنْ آخِر ِالدّنيا لأمنيتي
كلّ الدروبِ إلى عينيكِ آخِرُهَ
كل القلوبِ تناغي سِحْرَ ساحرتي
3
....
أرتّبُ الحُلْمَ روضا في تَوَرُدّهِ
فيُصبحُ الحلمُ روضا في مُعَادَلتي
وتصبحُ الأرضُ عرسا في تَبَسُّمِه
والناسُ زَندا بزندٍ حولَ أغنيتي
دبيُّ يا (دانة) الدنيا ورَوْعَتَه
يا فورة َالحلم يا وَصْفي ويا صِفتي
يا جمرة َالشوق ِفي أنفاس ِحالمةٍ
يا ساحة َالعُرْس ِفي عُرْسي وأخيلتي
ما ارتدّ طرْفُكِ يوما نحوَ بَسْمَلتي
حتى تسامتْ إلى العلياءِ بسملتي
ولا لمَحْتُكِ في دربٍ تَجَاذبََني
حتى أثَبْتُ إلى رُشْدي وَبَوْصَلِتي
ولا ذكَرُتكِ مَحْزُونا على سَفَر ٍ
إلا تَقَطّعَ نَوْحُ الريح ِفي رئتي
4
....
ولا رأيْتُكِ في أطيافِ عاشقةٍ
إلا اتجهتُ أسِيراً نَحْوَ عاشقتي
فكَمْ تخيّلتُ في عينيكِ أمثلة ً
تلتَفُّ حولَ زماني، حَوْلَ خاصِرَتي
كَمْ مِنْ نساءٍ بِلا ذنبٍ أرقنَ دَمِي
كَمْ منْ نساءٍ جَعَلْنَ النارَ مَمْلَكَتي
ويلاهُ مِنْهُنّ قد فَجّرْنَ أسْئِلتي
وَهُنّ يعرفْنَ أنّ الحُبّ َأجْوبتي
وهُنّ يعرِفْن أنّ الحُبّ مِلءُ دَمِي
وأنّ أنثى الهوى في الليل مُنْشِدَتي
لَكَمْ تخَيّلتُ أنثى التّوتِ جالسة ً
بالقربِ من كَتِفِي تنوي مُعَانقتي
دبيُّ لا أستحي من سَرْدِ قصّتِن
ولستُ أسعى إلى تلوين ِثَرْثَرَتي
هذي حياتي وهذا الشوقُ يُجْبِرُني
على التّغُزّلِ في آلاءِ فاتنتي
5
....
ما كلّ ُحُسْن ٍبهذا الكون ِيَذبَحُني
أوْ كُلّ رامِيَةٍ بالعين ِراميتي
إلا سِهَامُكِ مُنْذ ُاسْتَوْطَنتْ جَسَدي
حتى أثارتْ جُنُوْنًا صَارَ مَوْهِبتي
وَصِرتُ أدْعَى أسيرَ الوَصْل ِصِرْتُ أن
قيسَ البلادِ وليلى الحُسْن ِمُلهِمَتي
يا شِقّة َالشمس ِيا شمسا ًمتوجة ً
على البسيطةِ يا تاجي ويا سِمَتي
قَدِ انْطَلَقْتِ إلى الجوزاءِ حامِلَة ً
قلبي وصوتي وأمجادي وألْويتي
لمْ يلْحَقوكِ ولنْ لَوْ أنهُمْ ركَضُو
عِشْرينَ قرْنًا وَقَرْنا خلفَ قافلتي
وحينَ خِفْتِ عليهِمْ من وَسَاوِسِهم
وحينَ قُلتِ سأدْعُوهُمْ لِمَأدُبَتي
قالوا غَدَوْتِ عن ِالتّسديدِ عاجِزة ً
وأنتِ سَهْمُكِ في التسديدِ مَلْحَمَتي
6
....
أدْمَيْتِ أفْئِدة ًقَدْ كُنْتُ أحْسَبُهَ
تَقوَى على فَهْم ِأفكاري وفلسفتي
الْمَرْكَزُ الأوّلُ الموعودُ في يَدِنَ
ورُؤيتي أصْبحَتْ نِبْرَاسَ مُعْجِزَتي
دبيُّ يا نجمة ًيَرْنُو الزمانُ لَهَ
يا مِصْرُ يا شَامُ يا تاجي وأوْسِمَتي
أنشدتُ فيكِ نشيدا ًلسْتُ أنشِدُهُ
إلا لِمَنْ أصْبَحَتْ تِبْرا بمِحْبَرَتي
لا مُشْكِلَ اليومَ عندي كَيْ أبُوحَ بِهِ
سِوَى أحِبُّكِ هذا لُبّ مُشْكِلَتي