أكسف من سماء ساقط أم
كسوف ضحى عشيته خسوف
أم السيل العربيم طفى فغطى ال
أماكن فهو جرّاف عسوف
أم السادات أعلام الهدى قد
توفي منهم شيخ شريف
فما بال النهار دجى ظلاماً
وما للأرض يرجفها الرّجيف
وما لقلوبنا فرقا وخوفاً
تطير ولا يفارقها الوجيف
وما للحلو في الأفواه مُرٌّ
ودمع العين ليس له جفوف
أجيبوني فذا خطب عظيم
مهول وقعه وقع مخوف
نعم ثكلتك أمك لم تس
مع الناعي على الدنيا يطوف
يقول ألا فمن شأفليمت فال
مصائب والفواقم والصُّروف
جرعناها وذقناها جميعاً
تقارنها الغصائص والحتوفُ
لموت العارف المولى الولي ال
المربيّ من معارفه صنوفُ
لفقد السيد العلاّمة الكا
مل الحدّاد فاعلم يا أسيفُ
فحين سمعت أن حبيب قلبي
تغشى شمس مدته كسوفُ
دهاني ما دهى فذهلت كرباً
أُنادي يا رحيم ويا لطيفُ
وقلبي صار منفوشاً كعهن
وأن العهن في التفسير صوف
وظلت لما أصبت به كأني
سقيم مذ خلقت كذا دنيف
جفى الاغفاء جفني بل تجافى ال
مضاجع جنبي الواهي النحيف
وقبل بأشهر عنديب اكتئاب
وحزن منه أهل الجهل عوفوا
قلا قلبي فلا تسأل إذا ما
أصيب بقلبه المضنى الهنيف
لموت الفاضل الشيخ الشريف ال
مولى وانّه نعم الشريف
ابي حسن علي العيدروسي
هو المشهور والبحر المطيف
وقبلهما الشهاب وفاته في ال
حشا شهب لها لهب عنيف
عنيت الهندوان السيّد أحمد
له شرف على الجوزى ينيف
تراكمت الغموم على فؤادي
وجسمي عن تحملها ضعيف
فثانيهم لاولهم رديف
وثالثهم لثانيهم رديف
ثلاثة الشريعة أيدوها
فهم أبطالها وهم السيوف
ثلاثة العبادة حالفوها
على صوم يبوح به الخلوف
ثلاثة على الطريقة لازموها
وان أضنتُهم وبدا النحوف
أكابر الحقيقة شاهدوها
وللأملاك حولهم حفوف
أيمة اهتدوا وهدوا وساروا
وهم للعلم أوعية ظروف
أولوا همم بها وصلوا ونالوا
أولوا كرم به قوي الضعيف
يضيفون السخا بالمال للعل
م والتقوى نعما هم يضوف
لهم خلق السماحة والحنيفي
ة السمحاء فيها لم يحيفوا
أبا الحدّاد فبعدك ليس يشفى
غليلي النوح والدّمع الذروف
فراقك فرّق التركيب منِّي
فجسمي منه منهشم عجيف
حبيبي منك كنت أشم شيئاً
به الأرواح تنعش والأنوف
لفقدك ماجت المهج اضطراباً
إلى طلب الخروج لها زفيف
بنفسي أنتَ لو قيل الفدا مع
تليد المال يتبعه الظريف
لقد خلفتنا عطشى حيارى
لنا في النفس حاجات تطوف
فما لك قط من قلبي غروب
ونفسي عنك ليس لها عزوف
بكتك مؤلفات نافعات
ونظم للقريض هو الشنوف
فوائدها عوائدها كثير
وآئدها لها المعنى اللطيف
حقائقها رقائقها تنير ال
قلوب وكلها شيء ظريف
مواعظ تكسب الهمم انتهاض
وتجذب من به حجب كثيف
وعلمك زانه حفظ وفهم
وتقوى الله أنت لها حليف
ومن حفظ الكتاب بغير فهم
تشابهه القماطر والرّفوف
ومن لا علم معه ولا استماع
لاهل العلم ماثله الخروف
وأية بلدة لا علم فيها
ولا تقوى يعاد لها الكنيف
وهمتك الترقي في المعالي
وَهَم الغِمر تمراً ورغيف
وكم أوتيت من علم لدُّني
تكشف سر غامضه الكشوف
ولا الأغيار غارت منك شيئاً
وليس لها بياطنك الهتوف
بكتك تريم والدنيا جميعاً
وفصل شتا وصيف والخريف
لأنك غيثها وغياها والّ
ذي بك وجهها نضر نظيف
عفيف الدين لما كنت كنزا
دفنت فانت ذخر يا عفيف
وروحك قدّست هي في رياض ال
جنان لها التنعم والخطوف
تشاهد ما تشاهد من هبات ال
كريم لصفوة صفوا وصوفوا
مقام لم يزاحمه التمنّي
ولم يره الحكيم الفيلسوف
وفي ذي القعدة الشهر الحرام ان
تقالك فيه ايما لطيف
إلى ان العزايم اقعدت عن
أمَام الدين يفهمه الظريف
أبا حسن حوالي دارك النّا
س ينتظرون كلهم وقوف
اليك لهم حوائج كنت نعم ال
معين لهم وكنت بهم تروف
بسورة كنت نورا بل وسوراً
منيعاً لا تقاربه الزحوف
وسرّك في جميع الهند سارٍ
وزاد بأرضها الخير اللّفيف
ومنصدع الأمور بجاهكم من
صحيح الحب ملتئم ثقيف
وان الهندوان مهند من
سيوف الله مصقول رهيف
هو القوام في صرات ليل ال
شتاء للصوّام ان وهج المصيف
وأمّار بمعروف وتقوى
ونهاء عن النكر صدوف
وكل منهم شيخ إِمام
وليَّ واصل حبر عروف
رضي مرضي نور مضيء
سخي محسن برُّ ألوف
نقود كلامهم في كل زمن
خوالص لم تمازجها الزيوف
لارباب الارادة والوفادة
على أبوابهم أبداً عكوف
فكم ركبوا البحار وكابدوها
وان كانت تروع أو تخيف
وكم قطعوا الفيافي فوق نجب
لها خبب المسير أو القطوف
بهم شوق لهم ظمأ الى ما
به منحوا وخصّم اللّطيف
متى نفحوا المريد صفا وصوفي
وليس عن الوصول له وقوف
فأين اليوم يذهب من يريد ال
سَّلوك وعند من تأوى الضيوف
إذا وَرَدَ المريدُ يريد شربا
وَرُدَ وقلبه ضام لهيف
لعمري ثلمة في الدين كبرى
لعمري طعنه نجلا تجيف
تفتت أكبد العقلا وان لم
اليها يهتدي العقل السخيف
ألا أن السما والأرض تبكي
عليهم والمساجد والصفوف
فهم عمد دعايم ممسكات
لبيت الدين أركان سقوف
اذا الصلحا ذكرت فحيهلا
بهم فمقامهم فيها منيف
مناقبهم بحور زاخرات
عماق مالها طرف وسيف
فما أنا بالمقال أروم حصرا
لها هيهات تحصرها الحروف
وتعدادي غرف ببحر
فهل بالغرف يلحقه نزيف
على الأرواح والأشباح منهم
والحاد ذكت نور عكوف
ورضوان وريحان مدام
وروح حول ربتهم حفوف
سقاها صيِّب المزن الهتون ال
مريع النافع الغدق الوكوف
به نبتت رياض ناضرات
تنافح زهرها والثمر ريف
وهم في غنيه عن نبتها اذ
مضاجعهم ذكت فيها عروف
وكم ميّاسة هيفاء حورا
تزفهم لها وهي الزَّفوف
بدار الخلد والولدان فيها
لهم زفن وقد ضربت دفوف
على فرح بمقدمهم اليهم
فهم لهم الوصائف والوصيف
وكم أخفى لهم من قرة العين
مما ليس تدركه الوصوف
وسبحان الذي أحكامه كلّ
ها بالعدل تجري لا تحيف
قضى ما شا وقد فرض الرضا بال
قضا والله بالرّاضي يروف
ونسأل ربنا حسن العزا مع
عظيم الأجر إذ فقد الأليف
لكل فروعهم ولآلهم والّ
ذي مثلي بحبهم شغيف
حماهم ربَّهم من كل سوءٍ
وما هذه الدنيا تديف
وأرجو أن سادتنا الاجلاّ
بنيهم فيهم خلف عطوف
مفيد مرشد أرب نجيب
تقي عارف ورع خوف
يجبر كسر افئده بها من
توالي ما يهشمها قصوف
ولم لا والصلاح يفوح منهم
ومهما عاهدوا بالعهد يوفوا
ونور الصدق لوّاح عليهم
وكل قلبه صاف شغوف
وهم أغصان تلك الحذر حقا
وفي الأغصان منبتها القطوف
أفاض الله من بركات كل
علينا انه البر الرّوّوف
توسلنا بهم ان ناب أمر
ثقيل عض منه اخفيف
وأهل الفضل للرّاجي كنوز
وللآجي المعاقل والكهوف
وألف صلاة اتصلت بألفي
سلام والثنا الزاكي ألوف
على أعلى الورى شرفا وقدرا
نبي دينه الدين الحنيف
وآل ثم اصحاب على سائر
العلماء والصلحاء أنيفوا
بهم أعمالنا ختمت بخير
بلا خوف إذا قوم اخيفوا