فرح الزمان فضاء بالأنوار
بعد المزاج بظلمة الأكدار
وتهللت هاماته فرحاً بما
قد شاهدت بحر علم جار
وكذا الشهور توشحت وتسربلت
بثياب أفراح من الأسفار
ثمّ الليالي كلما مرّت لنا
فكأنهن كواكب الجبّار
قلنا له يا ذا الزمان فما الذي
لا قيت حتى لحت بالأنوار
فأجابنا أوما رأيتم سيّداً
قد شاع في البلدان والأمصار
فعُمان قد شرّفت به وبسّره
نالت به فضلاً على الأقطار
فأتت إليه الخلق منه ترتوي
من بحره الفيّاض بالأسرار
وتزاحمت جلّ الخلائق عنده
فسقاهمو من فيضه المدرار
فهو الذي نال السيادة والعلى
والعز والفخر العظيم السّاري
ذو العلم ثم الحلم والكرم الذي
لا ينتهي عن كلّ ذي أقتار
لا عيب فيهم غير أنّ دموعهم
تجري على الأعضاء كالأمطار
فجزاهم ربّ العباد بجنّةٍ
تجرى لهم من تحت بالأنهار
يا قطبنا المرجو عند عضيلةٍ
غوث لمن في أمره محتار
أنت الذي سمّيت باسم محمّدٍ
عمر سُلاسلة صفوة القهّار
حزت السّيادة والكرامة والتقى
والفضل والأمداد بالتذكار
والنّور عمّ جميع أرضكم التي
حازت بك البركات بالأسرار
وكذا الملائكة الكرام تحفّ من
بالذّكر عجّ ولاذ بالأذكار
بالذّكر تحيي كلّ قلب غافل
يا فوز من للذكر في إجهار
أنت الذي أعطاك ربك رفعة
تعلو السّماك ككوكب سيّار
وكذا الكرامات التي شهدت بها
العقلاء والنبلاء بالأبصار
والحاسدون المبغضون رماهمو
ربّي بسلب السّمع والأبصار
إذا انكروا فضل الإله أضلّهم
إبليس بالتّزيم والأغرار
حاز الخلافة من أبيه وجدّه
عالي المقام وسيد الأخيار
فهدي الأنام إلى الطريق فأصبحوا
متيممين لحضرة الغفّار
وهو الذي للدين كان مؤيداً
بدلائل القرآن والآثار
لولاه صار النّاس أهل بدائع
بدلالة الجهّال والأشرار
فأزال عنهم كلّ زيغ دامغ
وحبا قلوبهم بذكر الباري
فترى مريديه الذين تمسّكوا
بهداه بين الخلق كالأقمار
وترى الذين تباعدوا عن قربه
حسداً كأنّهمو كلاب النّار
إن عاينوه تملّقوا بمحبَّةٍ
والقلب منهم دائم الأنكار
يا فوز من بالقرب نال محبّةٍ
من سيّد وأتى لذي الأنوار
في حضرة الأملاك والأقطاب
والأبدال والأنجاب والأخيار
وكذلك العرفاء والنقباء
والأوتاد ثم عصابة المختار
فهمو الرجال هموا الذين أعزّهم
ربّ الورى عن سائر الأغيار
يا سيّدي إني أتيتك أستقي
من سرّك الفيّاض بالأسرار
فاعطف لعبد قد أتى مستغرقاً
بجرائم الآثام والأوزار
لا خاب من بجنابكم مستمسك
إذ أنت فرع عصابةٍ أطهار
وصلاة ربّي مع سلام دائماً
للمصطفى خير الورى ذي الغار
وكذلك الأصحاب مع آلٍ له
فهمو نجوم سادة الأبرار
وكذا على من في طريقتهم مشى
في دربهم هم سادتي أنصاري
ومحمد قد قالها نجلٌ لمن
سمَّى حمود كاسب الأوزار
خود بدت فتبسّمت لما رأت
وجهاً له نور على الأنوار
ما مهرها إلا قبولك سيّدي
فقبولها منكم يقيل عثاري
ثم السلام لكلّ شخص لائذٍ
بجنابكم للذكر ذي اكثار