حمدنا الله ربّ العالمينا
على توفيقه يا سامعينا
وصلّينا على المختار طه
إمام الأنبياء والمرسلينا
كذاك الآل والأصحاب جمعاً
نجوم بل رجوم المعتدينا
رحلنا من بخا في صدق عزم
لبيت الله حقّاً وافدينا
ركبنا البحر في طلب المعالي
إلى هنجام دار الأصدقينا
نزلنا عند شيخ القوم أحمد
جواد مقبل للقادمينا
هو ابن عبيد مورد كلّ ضيف
فأكرمنا بعزّ ما بقينا
في نصف لشوال أتانا
صنيع الكفر ميل المشركينا
ركبنا فيه نطوي البحر طيّاً
بموج كالجبال فما ارعوينا
نزلنا في كراجي بعد خمس
وسرنا في الكواري راشدينا
أتانا مركب يدعى بجدّة
ركبنا فيه جدّة قاصدينا
فسار بنا بأمواج وريح
وأمطار وكنّا صابرينا
وفي تسع لقعد قد وصلنا
إلى عدنٍ ولسنا نازلينا
وفي كمران أيضاً قد نزلنا
بلا ضيم ولا ما يعترينا
وفي عشر واربع قد وصلنا
إلى جدة بلاد المسلمينا
رأينا شدّة من بعد شدّة
وذاك لوعد ربّ العالمينا
وذاك أخو قليل بل حقير
لمن بلغوا المنية قاعدينا
فقل للعاجزين عن المعالي
إلى كم ذا التواني غافلينا
منها قد ركبنا للمطايا
طوينا البيد حقاً سائرينا
وفي بحر نزلنا بعض يوم
قصدنا بعدها البلد الأمينا
وفي عشر لقعدة مع ثمان
وصلنا مكّة مستبشرينا
وشاهدناه بيت الله حقّاً
وطفنا فيه أسبوعاً يقينا
وقبّلنا الحجر وكذا سجدنا
عليه أخ بذلٍّ حامدينا
كذاك السعي أتممناه سبعاً
وحلّقنا ومنّا مقصرينا
شربنا زمزماً وبه اشتفينا
فكم يوم به متضلعينا
وخلف مقام إبراهيم حقاً
ركعنا يا إلهي مذعنينا
كذا في احجر صلّينا جميعاً
وتحت لوائه متواضعينا
فكم باك هناك من البرايا
يسيل الدّمع بين الطائفينا
وفي عرفات جمعاً قد وقفنا
فكم فيها دموعاً مسبلينا
ومزدلفة قصدناها وبتنا
وسبعاً من حصاها لاقطينا
ونلنا من منى كلّ الأماني
وبتنا في رباها موقنينا
رمينا للجمار بأمر ربٍّ
ثلاثاً كلّ يوم مقبلينا
ذبحنا هدينا أيضاً جميعاً
وأتممنا المناسك خاضعينا
قضينا حجنا فرضاً وسنّةً
لأمر الله دوماً طائعينا
وعدنا سالمين بفضل ربّي
بمحو للخطايا أجمعينا
وصلنا جدة نرجو نجاحاً
وما زلنا بها متعذبينا
ركبنا مركباً يدعى شجاعاً
توجهنا كراجى قافلينا
وصلناها بأمن من ثلاث
من الشهر الذي يطوي السّنينا
ركبنا بأموره منها وعدنا
إلى الأوطان فيه راجعينا
حططنا الحمل منه في دبي
بلاد المسلمين الأكرمينا
فقوبلنا بإجلالٍ وعزٍّ
وإكرام يعيي الحاسبينا
ومنها قد عبرنا بخاء
جميعاً سالمين وغانمينا
وتمت والصلاة على محمّد
إمام الرسّل غوث المؤمنينا
كذاك الآل والأصحاب طرّاً
مع الأنصار ثم التابعينا
عدد ما قال عبد ذو افتقار
حمدنا الله ربّ العالمينا