أمن هجر من تهواه قلبك واجد
ودمعك مهراقٌ وصبرك بائد
أم أنت ببين قد دهيت فهذه
علامات صبٍّ بان والحب خالد
نعم أنا مشغوف الفؤاد مفارق
على الرغم من أهواه ما أنا جاحد
فدعني وما ألقى من الوجد والأسى
ونفسك إن الحب فيه الشدائد
عن الخود لا يرديك اسهم لحظها
فهن لألباب الألبا رواصد
ألا فاعتبرني واتعظ واترك الهوى
وعش سالماً منه وأمرك راشد
فما الحب إلا لوعة وكئابة
ونوح وسهد دائماً وتواجد
وكم نظرة أوحت إلى القلب حسرة
تبيد قوى الإنسان والحال شاهد
وكم من مليح الوجه يغري بلفظه
يسيل دلالاً وهو بالوصل جامد
جواد ولكن بالجفا لمحبه
قريب ولكن وصله متباعد
أنيس يظن المستهام دنوه
على انه مهما دنى فهو شارد
يقول حذار من لحاظي فإنني
على قتل من يهوى بها لي عامد
وبي من بني سام غزال منزف
لطيف الحشى والتيه بالقد مائد
تعلق بي من قبل طفلا ومذ نشى
علقت به والقلب للقلب رائد
تآلفت الأرواح منا وهكذا
اذا إئتلف الأرواح صح التوادد
فلي وله جسمان أضناهما الجوى
لفرط النوى فالحكم في الحب واحد
سقى ربعك المأنوس مغدودق الحيا
وعله من دمع المحبين جائد
وحيا ظبيات رعت روض انسه
ولا ذادها عنه مدى الدهر ذائد
رعى الله ليلاً بات فيه مسامري
مورد خدٍّ ثغره العذب بارد
يدير عليّ الكاس سائل ريقه
على أن ما فيه بخديه جامد
ألا ليت شعري هل على العهد بعدنا
يدوم الهوى أم حاده عنه حائد
فإني كما يهوى مقيم على الوفا
ولو انه طال النوى والتباع