وجدت فجد الدمع في الخد بالمد
وبالغت في شكوى الغرام فلم تجد
فكم قلت اذ مر الصبا سحراً عندي
الا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجد
فقد زادني مسراك وجداً على وجدي
فؤادي سكران من الحب ما صحى
ودمعي لشجوي قد أبان وأوضحي
ويزداد شوقي كل ما الورق صوحا
أإن هتفت ورقاء في رونق الضحى
على فنن من غصن بانٍ ومن رند
أظل ولم تنفك نفسي مصابة
حريق فؤاد لم يفارق كئابة
ولما غدت بالشوق كبدي مذابة
بكيت كما يبكي الوليد صبابة
وأبديت من شكواي ما لم اكن ابدي
هويت ومذ كان الهوى لي ديدنا
هويت ولم ألقى سوى الهم والعنا
وسيان قرب الدار والبعد عندنا
وقد زعموا أن المحب إذا دنى
يمل وأن النأي يشفي من الوجد
ولو صح ذا لم يستقم للهوى بنا
ولم تتقد نار الجوى في قلوبنا
وما ضرنا الهجران لكن وربنا
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا
على أن قرب الدار خير من البعد
فبالأمس أشكو البعد من غير مانع
وذا اليوم أشكو الهجر هل من مدافع
ولم أحظى في بعدي وقربي بشافع
على أن قرب الدار ليس بنافع
إذا كان من تهواه ليس بذي ود