لا تبك تُونس يا ياسين أو فدسا
ولا طرابلسا إذ حلها الباس
النار شبت وذي أوطاننا احترقت
والرعب أقعدنا والرغب والياس
متى اتحدنا وكنا أمة عرباً
ما يقضه زيدنا يمضيه جساس
قد بح صوتي وصوت المصلحين معاً
وما أجبنا كأن القوم أرماس
قف بالقبور وناد الساكنين بها
فقد يكون لدى الأموات إحساس
الحق ما كتبت بالسيف أحرفه
مداده الدم والأعناق قرطاس
دع الكلام وجرد بالحسام إذا
شئت البقاء ولا يعروك وسواس
لا يهجم الذئب إلا والرعى همل
فمن لها يا ابن ودي اليوم حراس
ضلت بنو العرب منهاج الهدى فغدت
يسومها الخسف أنجاس وأرجاس