ولما رأيت الدل في شرعة الهوى
محطاً لقدري عند من كنت اعشق
تركت هواه وانتقلت لغيره
لعزة قدري والزمان مفرق
لقد كنت أهواه على غير ريبةٍ
ومن أمه إني عليه لأشفق
وفيت له فيه بما يستحقه
وكنت عليه من أذى الدهر افرق
أناديه إذ ادعوه يا نور مقلتي
ويا بهجتي إني بحبك موثق
حبيبي أفق من سكرة الغي وانتبه
وإياك غالي النفس في الجهل تنفق
ألا فاجهد فيما يسرك في غدٍ
فإن نلته حقاً فأنت الموفق
فيحلف لي أني بعيد عن الردى
ولست إلى اربابه أتشوق
ومهما دجى الديجور سار لأهله
ووثقتم والأمر عندي محقق
وكم زلة عظمى على اثر زلةٍ
سمحت وكم عيباً أرى فأطبق
ولما رأيت الخرق زاد اتساعه
وإني مهما خطته يتفتق
تخيرت اني استريح من العنا
فاتركه والصدق بالحر أليق
أأبقى شقيا في هوى من أخاله
غريماً بقومٍ بالخنا قد تخلقوا
إذا قلت يا هذا كذا أنت فاعل
بكى رهباً والوجه بالفعل ينطق
يزيق لي أفعاله بمقاله
ويبقى صحيح القول والكذب يزهق
وإني محك للزيوف مجري
بعصري ولا يبقى مع الحك زيبق