ما أومض البرق بالجرداء مبتسماً
إلاَّ تكفكف دمع العين وانسجما
ولا تزمجَر رَعدٌ أو همى مطرٌ
إلاَّ وزاد لهيب النار واضطرما
ولا تغنَّت بذات الأيك صادحةٌ
إلاَّ وبدَّل دمع العين منه دما
ولا حدا بنياق الحي حاديها
إلاَّ وأهدى إليَّ الهمَّ والألما
كأنَّ ما بيَ من آلام ظَعنِهِمُو
مهاةٌ ابتسمت عن درٍّ ابتسما
خود محجبةٌ من نور غُرَّتها
شمس بدت بكمال النور مختتما
تشكو روادفُها من قدِّها ميلاً
وقدُّها يشتكي من فَرعها ظلما
غَزَت بقامتها للعاشقين بها
حتى أعارتهُمُو الآلام والسقما
سَلَّت سيوفاً من الأجفان نَحوهُمُو
وقد أبادتهُمُو تحت الثرى رِمَمَا
وكم لها من قتيل في الهوى دنفٍ
يستعذبنَّ هواها لا يرى ضيما
لِلِه غانية هدَّت لواحظُها
قلباً كئيباً ولن ترعى له ذمما
لا غروَ في فعلها بالعهد إن صدقَت
وإن وَفَت فزمانُ الوصل مغتنما
رضيتُ فعلاً لها إذ كان عنصرها
من بيت آل فلاح القادةِ الكُرمَا
مختصَّة بِكَمِيٍّ باسلٍ بهجٍ
سلطان غيث الورى مَن قد حوى الشِّيمَا
شهم يحاول من فوق السِّماك بما
يعلو به وبحبل الله معتصما
تَسنَّمَ المجد حتى داس هامَتَهُ
فصار منتدباً بالرُّشد ملتزما
فمن فتى لااير لا شك أن له
مناقب المجد مهما أشهرت عَلَما
هم الأوائل فعَّالون ما حمدوا
من الفعال به إذ راعَوا الذمما
الراكبو أعوَجِيَّاتٍ وقد عرفوا
يوم التشاجر والهيجاء مُقتَحَما
لا يأمن الجارُ إلاَّ في جِوارِهِمُو
ويردَعون الذي يستركبُ الجُرُما
قد مهَّدوا المُلك حتى ذَلَّ حاسدهُم
وأمَّنوا الجوَّ حتى هان ما عظُما
قد أشرقت بِهِمُو ايام دولتهم
على سرورٍ كذا شملٌ قد التأما
الصادرون من الوفَّاد في سَعَةٍ
والواردون إليهم لا يَرَون ظَما
يسقي رياضَهمُو من صوب غاديةٍ
مواطر الغيث تحيي نَبتَ ما عُدِما
وحال منها ربيع الوقت وابتهجت
من الأهالي به زهر قد انتظما
أمر الخلافة قد قام الرئيس به
منهم ومجتهد في كل ما عَلِمَا
بورِكتَ من مَلِكٍ حُزتَ الخلافة من
آبائك الصيدِ بل أجدادك العُظما
إني أتيتُكَ حين الدهر أمرضَني
من فاقةٍ أورَثَت في قلبيَ الغَممَا
وقد مَدَدتُ أيادي فاقَتي لكُمُ
ومن رأى بحَر جودٍ يترك الدِّيمَا
ظننت فيك بآمالٍ أسَرُّ بها
ما خاب قاصدكُم ياصفوة الكُرَما
فهاك أبيات نظم منك راجية
حُسن القبول فبحر الجود منك طَما
غَرَّاء ترفل في بُرد الشباب وإن
بدت فلا عجب أن قُلتُ بدرُ سما
لقد حَوَت بعض مدح فيك مختصراً
فإنَّ مدحَكَ لا يُحصَى له رسما
لا زِلتَ مبتهجاً فوق المرام بما
تهواه من أملٍ بالله معتصِما
سالم بن عبدالله الكراني