أفيقي أداة الظلم والشر والعمى
فَشَرُّكَ في الأحشاء زاد تضرّما
دعيني يا دنيا فما فيك مأرب
يخفف لي شجوي وما فيك مغنما
أنا الناقم الزاري عليك وإن أكن
أعيش فإني سوف ألقاك مرغماً
شقاؤك يا دنيا أريني كأسه
لأشربها حتى الثمالة مغرما
فأشقى الشقا ألاّ أساقاه دفعة
بذاك وإن تبديه لي متقسماً
وما لي والآمال فيك وإنها
خداع سراب ليس يروي من الظما
غررت بها دهراً وحاولت نيلها
فلم أجن إلاّ خيبة وتندمّا
زمان تقضّى ما أمرَّ مقامه
وأشقى لياليه وأردا وأظلما
إذا ردّت الذكرى إليّ خياله
أراه أمامي كاشراً متجهماً
حقيقة هذا الكون دوماً مريرة
تجرعَّها قلبي أسى وتألما
لقد سئمت نفسي حياة تكاثفت
ظلاماً فلا أرضاً تضاء ولا سما
تحملت فيها الشر حتى عرفته
وأصبح عندي الخير والشر توأما
وما أنا بالواهي الجبان ولا الذي
من الضر والآلآم يشكو تبرما
ولكن قد ازداد المزيد وأوشكت
عرى الصبر من بعد الثبات تحطما
خلفان بن مصبح