بدت تختال في حُلل الجمالِ
وجادت بالزيارة والوصال
تميس فلا يعادلها قضيب
وإن ترنو تداعب بالنصال
بمبسمها لَعَمرُ أبيك درٌّ
وفي أعماقها نبع الزلالِ
وخصر يستبيك إذا تولت
كغصن البان في كُثب الرمالِ
تبدّت كالقضيب على كثيب
وجلّت كالمنيرة في الليالي
فقمت أداعب الوجنات منها
وألثم ثغرها حكي اللآلي
وأهصرُ غصنها ضماً ولمّاً
وألهو باليمين وبالشمال
ومن خلق العفاف لنا رقيب
بطهر الحب في حسن الخلال
وقد غاب الرقيب وطاب أنسي
وطير الحب يصدح بامتثال
تقول أراك تظهر لي اشتياقاً
وتفعل كالمودع للرحال
فقلت لها رويدك إن قلبي
وحبي لم يكن يوماً بسالي
ولكني عزمت وفيّ عزمٌ
ليهزأ بالأسنّة والعوالي
سئمت من المقام وكل شيء
إذا ما دام يُسأم لا محال
سأضرب في الحياة بسهم جدي
ونحظى بالمسرة والوصال
وأرجع إن يشا الباري قريباً
إليك لنبتني صرح المعالي
فرقرق لؤلؤ في مقلتيها
وصاحت آه من مرّ الليالي
أتترك يا حبيب الروح قلباً
يكاد يذوب من شوقٍ لحالي
وتسلوني وأنت نعيم روحي
ولا ترعى المودة أو تبالي
ليحفظ الإله بكل أرض
ويرزقك السلامة في الكمال
وجمنا لم نحر قولاً ولكن
نُهير الدمع فاض على التوالي
ولاح الصبح من تحت الثريا
كما لاح المشيب بعين قال
فيالله كم ذابت قلوب
وكم سالت دموع كاللآلي
ليوم السبت من شوال قمنا
لأربع قد خلون وعشر تال
ركبنا اللجّة الزرقاء نحدو
وفوضنا الأمور لذي الجلال
وسار الفلك يمخر في عباب
تقاذفه الجنوب مع الشمال
ولاح لنا الكويت على مغيب
وقد جزنا به وقت الزوال
ومن حالول سرنا بانتباه
ومجرانا السماك بكل حال
وهبت عند نصف الليل ريح
وهبّ الجمع يمسك بالحبال
يغطي الموج منّا كل شيء
ويظهر بالعناد ولا يبالي
وصوت النوخذا يأتي إلينا
كما الوديان تهدر في الجبال
وعصف الموج شتتنا فبتنا
كريش لا يقر على مجال
بلاد قد زها العمران فيها
وشيدت بالرقيّ وبالجمال
ترى بيض الأوانس سارحات
يشابهن الغصون على رمال
نشرن غدائراً وسَفرنَ حوراً
وكشفن الوجوه عن اللآلي
خلفان بن مصبح