لا يُفترَض بالمؤمن أن يشعُرَ بالوحدةِ ، بل بِأن اللهَ حبيبَ من لاحبيبَ لهُ ..
و إذا شَعَرَ بالوحدةِ فلْيَكُن ذلكَ تذكيرًا للرجوعِ إلى حبيبِهِ ، لا تشاؤمًا بانقطاعِ الأملِ في وِصالِه .
لا يُفترَض بالمؤمن أن يشعُرَ بالوحدةِ ، بل بِأن اللهَ حبيبَ من لاحبيبَ لهُ ..
و إذا شَعَرَ بالوحدةِ فلْيَكُن ذلكَ تذكيرًا للرجوعِ إلى حبيبِهِ ، لا تشاؤمًا بانقطاعِ الأملِ في وِصالِه .
التعديل الأخير تم بواسطة مرتضى علي ; 9/May/2023 الساعة 2:51 am
هائمون حيارى في فهم الليالي وأسرارِها ، عاشقون لألغاز المساء ، ولذلك الأثير المليء بالأمنيات ، تتقدّمُنا نازكُ الملائكة حاملةً قصيدَتَها (عاشقة الليل) ، لتؤدّي بنا طقوسَ الحُزنِ الأزليّ ، الذي وُلدَ إذ وُلِدنا وظلَّ سِرًّا من أسرارِ الكون ..
فاجعل اللهم مسائي جُنّةً مِن كيدِ العِدى ، ووقايةً مِن مُردياتِ الهوى .
نَفَسُ الحُزن في قصة و سورة يوسف (عليه و أبيهِ و على نبينا و آله أفضل الصلاة و السلام) أساسي و لا يُمكِن الإحاطة بهذهِ القصة دونَ استشعارِ الحٌزنِ في كُلِّ نبأٍ من أنبائِها .
و الحزنُ رفيقُ رِحلةِ الإسلامِ منذُ خطيئةِ الإنسانِ الأولى ، و هوَ سِمةٌ لِقِصَصِ الأولياءِ و الأنبياءِ عُمومًا .
لعلَّ من كثيرِ ما يُلهَمُهُ المُتأمِّلُ لقصّةِ أخوةِ يوسفَ ، أبناءِ يعقوبَ ، أن أخطرَ المخاطِرِ على آخرةِ الإنسانِ هو تعلّقُهُ بالدُّنيا (أو عُلوقُهُ فيها) ، و هوَ رُبّما المُنطلقُ لمسالِكِ المهالِكِ ، فيسقي حُبُّ الدّنيا بذرَةَ الحسدِ في صدرِ الإنسانِ ، و يلجَأُ للكذِبِ طَمَعًا في الدُنيا ، و يستعينُ بالشيطانِ طَلَبًا لها ، و قَد يُعادي أولياءَ اللهِ في سبيلِها .
و هُوَ إذ يسلِكُ هذهِ المسالِكَ واهِمٌ بإمكانِ التوبةِ متى شاء ، فإذا عَلِقَ الإنسانُ بالدّنيا ، خَسِرَ الآخرة .
كما أنَّ آياتِ سورةِ يوسُف (عليهِ وأبيهِ الصلاة و السلام) أوضَحَتْ أن وليَّ اللهِ هو المُقدّرُ منَ اللهِ (عزَّ و جلَّ) لإخراجِ الإنسانِ مِن جرائِرِه و تطهيرهِ بالاستغفار ، كما فَعلَ النبيُّ يعقوبُ مع أبنائِه عندما استغفر لهُم .
بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ
( قَالُواْ يَٰٓأَبَانَا ٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَآ إِنَّا كُنَّا خَٰطِـِٔينَ (٩٧) قَالَ سَوۡفَ أَسۡتَغۡفِرُ لَكُمۡ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ (٩٨))
- و اللهُ العالِمُ
فالسلامُ على يوسُفَ زمانِنا ، و حجةِ اللهِ علينا ، المُستغفرِ لنا و الراعي لنا .السلامُ على قلبِهِ الحزينِ ، الإمامِ المهديِّ عجّل اللهُ تعالى فَرَجَه.
سَفَرٌ مَجّانِيٌّ
---------------
وأنا جالسٌ ساكِنٌ ها هُنا ، أسافرُ ، مجّانًا ..
زَمانًا و مَكانًا أُسافِرُ .
أقِفُ في طريقِ آدمَ نَحوَ الشّجرةِ و أتبَعُ خُطُواتِه نَحوَ الخَطيئةِ الأولى . و أقِفُ على بِئرِ يوسُفَ ، أسمعُ أنينَهُ و مناجاتِهِ . و أرى عبرَ ظُلُماتٍ ثَلاتٍ وَحدةَ يونُسَ وأسمعُ تسبيحاتِهِ .
زَمانًا و مَكانًا أُسافِرُ
أنصُرُ رَسولَ اللهِ ، و أُبايِعُ أميرَ المؤمِنينَ ، و أُطفِىُ نارًا على الباب ِ ، و أُنصُرُ الحَسنَ ، وأُخفِي الطستَ ، وأَسقِي الحُسين ، و أمشي إلى الشام ، و أعود إلى المدينة .(اللهم صلِّ على مُحمّدٍ و آلِ مُحمّد)
زَمانًا و مَكانًا أُسافِرُ .
إلى مهدِيَ الأوّلِ ، و بُكائِيَ الأولِ ، أسمعُ آذانًا في إحدى أُذُنَيَّ و إقامَةً في أُخرى ، أَعُدُ النُّقودَ التي تحتَ الوسادةِ الأولى ، وأبكي كَثيرًا ، لِسبَبٍ لَن أبوحَهُ لأحدٍ .
زَمانًا و مَكانًا أُسافِرُ .
إلى يومِ الظُهورِ ، فَيَومِ الثأرِ ، فَيَومِ النّصرِ ، فَيومِ القبرِ ، فَيَومِ النّشرِ ، و يومِ العِتابِ الأليم فالعَذابِ الأليمِ .
زَمانًا و مَكانًا أُسافِرُ .
أقطعُ الصحاري ، أغوصُ في البحارِ ، و على قِمَمِ الجبالِ ، و فَوقَ السَحابِ .
أنتَقِلُ بينَ الكَواكِب ، وأزورُ المَجرّاتِ ، و عِبرَ العوالِمِ ، أتَصوّرُ العَوالِمَ .
أُسافرُ كُلَّ هذا ، و أعودُ إلى مَكانِي ، و أجِدُ مِحفظَتي فارِغةً كما كانت ، لَمْ أُنفِق مِنها في سَفَري .
فهذا السفرُ مجّانيٌّ حَقًا .