لا_تنخدعوا
من كتاب نبأ_يقين لأدهم الشرقاوي:
على ذمة باولو كويلو:
انه في الوقت الذي اهتزت فيه مدينة نابولي الإيطالية لعروض المهرج كارلينا ،جاء رجل إلى طبيب شهير، يشكو اليه ضيقاً في الصدر، وبعد فحوصات مختبرية وتحاليل طبية ،قال الطبيب لمريضه :اسمع يا سيد، انت لا تعاني من اي مرض عضوي، على الأرجح ان مشكلتك نفسية، حاول أن تخرج إلى الدنيا، وأن تفعل اشياء جديدة،في المدينة مهرج اسمه كارلينا يجعل المتفرجين في المسرح يقفزون من كراسيهم من شدة الضحك، انصحك ان تذهب لتشاهده، انا واثق ان نفسيتك ستتحسن..
نظر المريض في عيني طبيبه بأسى وقال: انا كارلينا ايها الطبيب..
ان قصة كارلينا أوسع من ان نستشهد بها في الأدب الساخر فحسب، ان لها يداً طويلة تكاد تمتد لتصل إلى شوؤن الحياة كلها، وأن داخل كل منا، كارلينا الذي لا يراه الناس .
ان الذي اغلب منشوراته عن الدين والنبي ليس بالضرورة انه يمضي الليل بطوله على سجادة الصلاة، كل ما في الأمر اننا نحب الله حتى وان عصيناه.
ما ادراكم ان الطعام الذي ترون صوره في صفحات الناس من فترة لأخرى انه ليس واحة في صحراء الحرمان الشاسعة، الذين يجدون الطعام الشهي على مدار الساعة لا يصورونه.
حتى الكتب التي تشاهدون صور صفحاتها مع فنجان قهوة، لا تعني بالضرورة ان صاحبها يمضي حياته بين الكتب، إن الناس يخبروننا كيف يتمنون ان تكون حياتهم، لا كيف هي حياتهم فعلاً، ان كان الكتاب لا يأخذك من الدنيا كلها فأنت لست قارئاً..
اذا أردتم ان تعرفوا ما الذي يفتقده الناس، ف انظروا إلى ما ينشرونه، ف الأشياء التي نملكها على مدار الساعة، والمشاعر التي نعيشها على مدار الساعة، هي شيء روتيني لا حاجة للإخبار عنه، نحن نخبر عن الأحداث والمشاعر التي تشبه الفاصل الاعلاني أثناء عرض فيلم على التلفاز.
فلا_تنخدعوا .
ان الذي لا يرى من الناس الا ما يريدون له ان يراه شخص أعمى..!!