الصفاء والسحر الساحلي في الصويرة المغربية
حافظت الرياح الساحلية التي تسمى بشكل جميل أليزي أو التارو باللغة البربرية على مدينة الصويرة بشخصيتها الفريدة وثقافتها التقليدية، كما أنها تشتهر باسم مدينة الرياح الأفريقية؛ حيث تهب الرياح بشدة لدرجة أن الاسترخاء على الشاطئ يصبح أمراً مستحيلاً في معظم أيام السنة، ولكنها تجذب الآلاف من راكبي الأمواج والمتزلجين بين شهري أبريل ونوفمبر، بينما يأتي الزائرين إليها في الربيع والخريف للتجول عبر الممرات المعطرة بالتوابل والطرق المكسوة بالنخيل ولمشاهدة المعارض الفنية والبوتيكات الأنيقة.
تتمتع المدينة بمزيج من الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق والثقافة المتنوعة، وهي أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي، وتقع على ساحل المحيط الأطلسي لتكون ميناء ساحر ومنتجع ساحلي نابض بالحياة يشبه متاهات قصور الأمراء وحدائقهم السرية. تتزين الممرات الضيقة بالبيوت ذات الزخارف الزرقاء المتوضّعة بهدوء داخل جدران الحصون الممتددة على بعض السواحل لتحمي البلدة الصغيرة من الأمواج المتكسرة.
تنفرد رمالها الذهبية على مدى أميال وأميال من الشواطئ الجميلة، حيث قيل إن جيمي هندريكس قد صنع قلاعاً من الرمال. تمتلئ البلدة القديمة بالفنادق المغربية التقليدية الجميلة، كما يوجد العديد من الفنادق الحديثة على طول الشاطئ الذي يستقبل محبي ركوب الأمواج الشراعية.
كانت الصويرة سابقاً معروفة باسم موغادور، وهي تشكل مثالاً استثنائياً على مدن القرن الثامن عشر، ولقد اشتهرت بتحصيناتها الضخمة، فهي محاطة بسور من طراز فوبان وتعتبر قصبتها من عجائب المدينة التي لا يجب تفويتها. ويتميز كورنيش المدينة بميناء صغير وواجهة بحرية رائعة، ويقع شاطئ سيدي كاوكي المذهل على بعد 25 كيلومتراً من المدينة تحيطه حقول الأرغان الجميلة التي لاتوجد في أي مكان آخر بالعالم.