إهداء الى صحفيي آخر الزمان
البعض يلصق بالصحفي تهمة الكذب،
وبدلا من الإيمان بأن الصحفي ينقل الأخبار ويجمع المعلومات، ويحقق في القضايا ليصل بها الى الجمهور،
تجذر لدى فئة من الناس إنه يصطنع تلك الأخبار، ويلفق بعض المعلومات الزائفة لغايات في نفسه،
أو لغاية لحساب المؤسسة التي يعمل لها.
علي بن ابي طالب ويليق به أن يذكر دون ان يقدم بكلمة إمام لأنه حين يذكر دون مقدمات وكنى وألقاب فكأنه زلزال عظيم،
يصف علاقة العبد المخلص بالرب بالقول، ماعبدتك خوفا من نارك ،ولاطمعا في جنتك، ولكني وجدتك، أهلا للعبادة فعبدتك.
والعبادة عند علي ثلاث، فعبادة التجار، وعبادة الأحرار،وعبادة العبيد،
والتجار هم الذين يرغبون بالمكاسب من الله جزاء العبادة، وهو ليس مذموما، وعبادة الأحرار التي هي الحب الخالص كما وصفها علي،
وعبادة الخوف وهي عبادة العبيد.
صحفي يطلب قلادة من الذهب بدل المال ثمنا لدعمه سياسيا، وهو يدعي محاربة الفساد،
والأخرى تساند هذا السياسي بعشرة آلاف دولار، فإذا دفع لها منافس عشرين ألفا تخلت عنه،
وتحولت الى الثاني. وثالث يبتز سياسيا، أو رجل أعمال مقابل أن يدفع له،
ورابع يستعرض الوثائق والمستندات ملوحا لأحدهم أن إدفع بالتي هي أحسن،
وخامس يؤسس جريدة وهمية، ويلف على أصحاب المال والساسة طالبا الدعم، وكأنه مجبور على التأسيس،
وخامس وسادس وسابع.
مؤسف أن يسيء صحفيون قلة لمئات من الصحفيين الذين يعملون في صحف ومجلات وإذاعات وتلفزيونات،
فيكونوا سماسرة ومروجين لمعاملات وملوحين بإشارات وعبارات في زمن صار الفرق بين الصالح والطالح كالفرق بين الشجرة واغصانها
لأن المال والحاجة إليه اضعفت المناعة في نفوس هولاء فصاروا مطواعين، أو إنهم جشعون الى حد بعيد.
وفقا للقانون فليس من العدالة أن نرى الحق معنا،
فهناك من يستغلون مكانتهم الصحفية لتحقيق مكاسب مالية دون وجه حق، أو ذريعة مقبولة، وهل إن الحق مع من يصرخ أم من يتألم بالفعل؟