السيدة زينب... نادرة الكون ومفخرة التاريخ
إنّها نادرة من نوادر الكون ، وآية إبداع في خَلْق الله تعالى ، وملتقى آيات العظمة ، ومفخرة التاريخ . ونحن إذا استقرأنا أسباب العظمة وموجبات الشرف في تاريخ البشر على اختلاف أنواعها وأقسامها نجد كلّها أو جلّها مجتمعة ومتوفّرة في السيّدة زينب الكبرى بنت الإمام علي بن أبي طالب(ع).
فإذا تحدّثنا عن السيّدة زينب على صعيد قانون الوراثة ، فإنّنا نجدها مطوّقة بهالات من الشرف .. كلّ الشرف . شرف لم تسبقها إليه أنثى سوى أمّها السيّدة فاطمة الزهراء (ع) ، ولم يلحقها لاحق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، فهي البنت الكبرى للإمام علي أمير المؤمنين (ع) ، ذلك المولى الذي يعتبر ثاني أعظم رجل في عالم الكون والوجود .
فهو أشرف مَنْ أظلّت عليه الخضراء ، وأقلّته الغبراء بعد شخصيّة الرسول الأقدس (ص) . واُمّها : السيّدة فاطمة الزهراء (ع) ، وهي سيّدة نساء العالمين ، وأفضل وأشرف اُنثى في عالم النساء . فما تقول في هذه الاُمّ التي أنجبت وأرضعت بنتاً امتازت بالنضج المبكّر ، وارتضعت المواهب والفضائل من صدر أشرف اُمّهات العالمين ، وكبُرت ونمت في حِجْر بنت رسول الله (ص) وعزيزته وحبيبته ؟!
فالسيّدة زينب حصيلة أبوين كانت حياة كلّ واحد منهما مشرقة بالمزايا والمكرمات ، وكلّ صفحة منها تفتح للإنسان آفاقاً واسعة يطير الفكر في أرجائها ، وتسبح كواكب الفضائل في فضائها .
أجل إنّها زينب ، وما أدراك مَن زينب !
ثمّ ، أليس النسب الرفيع من أسباب العظمة ؟!
أو ليس العلم الغزير بما فيه الفصاحة والبلاغة من موجبات الشرف ؟!
أو ليس الصبر على المكاره والفجائع الدامية والحوادث المُذهلة فضيلة ؟!
أو ليست الشجاعة ومواجهة العدو الشرس ، المتجبّر الطاغي السفّاك تدلّ على قوّة القلب وثبات القدم ، والإيمان الصادق والعقيدة الراسخة ؟!
أو ليست صفة الوفاء والعاطفة والشفقة ، والحياء والعفة في طليعة الفضائل ؟!
فما تقول لو أنّ هذه الصفات وغيرها من مكارم الأخلاق اجتمعت بصورة وافرة في سيّدة ؟ ألا تعتبر تلك السيّدة نادرة الكون ومفخرة التاريخ ؟