إنّ التي شغَفَ الفؤادَ هواها
قضَتِ الليالِي أن تُطيلَ نَواها
عجَباً لها إذْ أتْلَفَتْ ببِعادِها
قلباً مَشوقاً لمْ يزَلْ مَثواهَا
يا ليتَها رَحمَتْ مُعَنّىً مُغْرَماً
لمْ يدرِ ما مَعْنى الهَوى لوْلاها
زعَمَ العواذِلُ أنّ قلبيَ عاشِقٌ
صدَقُوا ولكن لا يُريدُ سواها
هيْهاتَ يطْمَعُ أن يدينَ لسَلْوةٍ
بعْدَ الذي فَعَلتْ به عَيْناها
قالوا تناسَتْ عهْدَ وُدّكَ إذْ نأَتْ
عنْها الرّكابُ وأنتَ لا تَنساها
فأجَبْتُ كُفّوا لسْتُ أسمَعُ عَذْلَكُمْ
أوَ ما علِمْتُمْ أنّني أهْواها
كمْ بتُّ أسْهَرُ قائلاً يا لَيْتَها
لوْ أنها سمَحَتْ بيومِ لِقاها
لوْ أنها جادَتْ بأيْسَرِ لحظَةٍ
فازَتْ يَدي من دهْرِها بمُناها
لوْ أنها رضيَتْ لجُدتُ بكلِّ ما
ملكَتْ يَميني في سَبيل رِضاها
حتى أباحَتْ لمْحَة من وصْلِها
سمَحَتْ بها الأيامُ بعْدَ جفاها
بخِلَتْ زماناً بالوِصالِ وعندَما
جادَتْ عليَّ نَوى الزّمانُ نَواها
قدْ كان طيبُ الوصْلِ لمحةَ بارِقٍ
آهاً عليْها بعْدَ ذلك آهَا
عهْدي بها والسّحْرُ من أجْفانِها
كُلُّ النُّهى عن صَبْرِها ينْهاها
عهْدي بِها والوَرْد من وجَناتِها
باللحْظِ يُمْنَعُ مَن يَرومُ جَناها
عهْدي بِها والطّيبُ يُذْكَى عَرْفُهُ
منْها فأحْيا النّفْسَ إذ حيّاها
تحْكي الحَدائِقَ نضْرَةً وشمائِلاً
فلذاكَ أصْبو إذْ تهُبُّ صباها
تحْكي الكواكبَ رفعةً وتهلّلاً
فأبيتُ منْ كَلَفٍ بها أرْعاها
لله طَلْعَتُها التي قد أُطْلِعَتْ
فجَلتْ على العُشّاقِ شمْسَ ضُحاها
ابن فركون