يَا غَائِبِينَ ..
مَا عَادَ قَلْبِيْ كَمَا قَدْ كَانَ يَحْتَمِلُ
أَضَرَّ بِيْ اليَأْسُ لَمَّا أَنْ خَبَا الأَمَلُ
حَلَّ الأَحِبَّةُ مَا عَقَّدْتُ مِِنْ جَلَدِيْ
إِذْ أَسْْلَمُونِيْ لِكَفِّ الشَّوْقِ وَارْتَحَلُوا
أَمِنْتُ مِنْ صَوْلَةِ الأَيَّامِ مَجْهَلَةً
وَالضُّرُّ يَأْتِيهِ مِمَّا يَأْمَنُ الرَّجُلُ
وَلَوْ عَقِلْتُ لَمَا أَسْرَفْتُ فِيْ وَلَهِيْ
حَتَّى اسْتَبَدَّتْ بِيَ الأَسْقَامُ وَالعِلَلُ
يَا غَائِبِينَ وَعَرْشُ القَلْبِ مَسْكَنُهُمْ
هَذِيْ المَوَاجِعُ رَغْمَ البُعْدِ هَلْ تَصِلُ
وَهَلْ عَلِمْتُمْ بِمَا أَلْقَاهُ مِنْ أَلَمٍ
وَمَا بِقَلْبِيْ مِنَ الأَشْوَاقِ يَشْتَعِلُ
إِنِّيْ عَلَى العَهْدِ لَمْ أَنْقُضْهُ ثَانِيَةً
طَبْعِيْ الوَفَاءُ وَعَنْ طَبْعِيْ سَلُوا.. وَسَلُوا
كَأَنَّكُمْ نَبْضُ قَلْبِيْ لَا يُفَارِقُهُ
وَمَا خَلَتْ مِنْ طُيُوفٍ مِنْكُمُ المُقَلُ
وَلَا سَلَوْتُ لِطُولِ البُعْدِ أَوْ قَبِلَتْ
نَفْسِيْ لَكُمْ بَدَلَاً لَوْ يَعْظُمُ البَدَلُ
لَمْ يَبْقَ فِيْ العُمْرِ شَيْءٌ كَيْ نُضَيِّعَهُ
هَجْرَاً ، فَإِنَّا غَدَاً بِالمَوْتِ نَنْفَصِلُ
سعيد يعقوب