هو أبو نصر محمد بن طرفان،ولد فى فاراب من بلاد الترك فيما وراء النهر،و كان أبوه قائداً فى الجيش،ولد سنة 870م.عندما بلغ سن الشباب غادر مسقط رأسه فذهب إلى العراق فى أيام الخليفة المقتدر،و مكث فى بغداد زمناً و درس الفلسفة على يد أبى بشر،و المنطق على يد يوحنا بن حيلان،و اللغة على يد ابن السراج.وقد حصل على العلوم و الفلسفة و الطب و الرياضيات و الكيمياء و الموسيقى.
ثم وقعت فتنة فى بغداد حملته على الرحيل إلى حلب حيث ألتحق ببلاط سيف الدولة.فأحتل الفارابى موضع الصدارة فى مجلس أمير حلب،يناقش و يناظر.ثم مال إلى التقشف و الزهد و نزع إلى العزلة و الأنفراد.ولم يعد يتردد إلى البلاط إلا نادراً.ولما حمل سيف الدولة على الشام رافقه الفارابى.ثم أنقطع عنه بعد حين و نبذ حطام الدنيا و لبس زى التصوف.وقيل إنه لما توفى سنة 950 صلى عليه سيف الدولة.
ترك الفارابى مؤلفات عديدة أوردها القفطى فى كتابه " أخبار الحكماء "،و هى تدل على ثقافته الواسعة فى العلوم و الفلسفات السابقة.ففى كتابه " إحصاء العلوم " يبحث العلوم اللسانية و الرياضيات و المنطق و الطبيعة و النجوم و الموسيقى،وقد ألف كتاب فى طبيعة الأصوات و تفرغ الأنغام،و ايضاً أخترع الفارابى الآله الوترية المعروفة " بالقانون".
إلا إنه صرف معظم جهوده إلى شرح المنطق الأرسطى و التأليف الفلسفى،فحاول أن يرد متفرقات الحقائق إلى حقيقة واحدة ووضع كتابه " الجمع بين رأيى الحكيمين أفلاطون و أرسطو ".ثم وضع فى المنطق و ما بعد الطبيعة مؤلفاً سماه " التعلم الثانى" .
إلى جانب نظريته الأجتماعية،ترك الفارابى أراء متعددة فى مختلف علوم العصر أهمها نظرية النفس و نظرية الفيض ....