يا خوف حدق في هذه المرآة
قد شبت يا شيخ مثلنا والله
شماتة فيك غير خافية
يا عامر الملك يا عظيم الجاه
أصبحت منا وكنت سيدنا
والملك لله لا إله سواه
مولاي أمسى حسابكم عسراً
ليلة تحكيم العبد في مولاه
قتلتنا، فانظر كيف تقتلنا
من بعدها يا فطين يا تياه
بل كيف تنجو يا شيخ من يدنا وهل نجا المرء قط من قتلاه
هل أنت يا هذا الرث صاحبنا
ذاك المهيب الذي تعودناه
يحمل سوطين في يديه فذا
لمن عصاه وذا لمن أرضاه
إن لم تطعه تمت مفاجأة
وأن تطعه يوماً تمت بأناة
يعدمنا رغم أنه عدم
بعض الجنايات ما لهن جناة
كالوحش في الحلم إذ يطاردني ويختفي لو وقفت كي ألقاه
فلا يراه الذي يواجهه
ولا الذي فر من أذاه يراه
تظهر آثاره مؤجلة
كصحة الصوت واعتلال صداه
حق ولكن كأنه كذب
كما تكون النقائض الأشباه
ضيف على كمه اليسار دم
يخطو إلينا ولا نرى يمناه
ما باله متعباً ومرتبكاً
تكاد أن لا تقله قدماه
يا شيخ لا بأس هاك خذ كتفي وقم فمن ذا السعيد في دنياه
مهما اختصمنا فأنت صاحبنا
ونحن لا ننسى المرء صاحبناه
نحنًّ حتى للخوف من كرم
من بعد ما عشنا كل ما خفناه
ورب خوف في القلب أجمل
من شجاعة لو أمعنت في معناه
كخوف أم على ابنها فإذا
ما مات عنها ما عاد ما تخشاه
شجاعة إجبارية جعلت
من نقمة الخوف نعمة مهداة
قف هاهنا في طريق صبيتنا والبس لهم زي قيصر أو شاه
كي يعرفوا الخوف، ما حقيقته الأولى وما شره وما جدواه
وانظر ملياً تدرك تغيرنا فربما تخدع الفتى عيناه
نحن مراياك إذ نشيب معاً وقد يشيب الإنسان رغم صباه
نحن مراياك هل ترى أحداً فيها، سوى هوة بحجم فلاة
إنا وإياك هالكون معاً يا خوف حدق في هذه المرآة