إنك مسؤول عن الحسين

بقلم/ ياسر محمد

وصلتني مبادرة عدد من الأخوة من شباب القطيف في إقامة جملة من المحاضرات الإنجليزية القصيرة بالمنطقة وما استوقفني في ذلك المثال الذي ذكره الصديق العزيز الأخ رضا العباس في مقاله فيما يتعلق بالمسيرة العاشورائية في لندن عام 2003 من تباين مواقف المارة بين التأييد والرفض عندما رأوا اسم الإمام الحسين (ع) فظنوا أن المقصود صدام حسين والمسيرة تتعلق بالحرب على العراق.

ليس مستغرباً هذا الموقف أو غيره سواء على المستوى الثقافي أو التحليلي للأحداث السياسية بل حتى النظرة للإسلام ومتبنياته، وهذا ما يعكس سطحية الفكر والإطلاع لدى الفرد العادي.

في حج العام 1431هـ/2010م وفقنا لسماع محاضرة من العلامة السيد حسن نجل السيد مرتضى القزويني المشرف العام على المركز الإسلامي بمدينة ديترويت بولاية ميتشيجن الأمريكية والذي نقل شيئاً من التجربة الإسلامية في الولايات المتحدة. تحدث السيد القزويني عن عدة أمثلة كانت سبباً لهداية عدد من الأمريكيين للإسلام، منها الوقوف على أحد مقاطع دعاء الصباح للإمام علي (ع) وغيره من الأمثلة التي لا مجال هنا للحديث عنها والتي يمكنكم الرجوع إليها في اليوتيوب.

من أهم ما خرجنا به من المحاضرة كان القصور التبليغي الكبير من قبل أبناء الشيعة للإسلام ولمذهب أهل البيت (ع) والذي يكاد يكون شبه معدوم بالنظر لحجم وعدد سكان الولايات المتحدة. فالأجواء مفتوحة والحريات الدينية مكفولة في الدستور الأمريكي ومجالات العمل التبليغي كثيرة تحتاج لمن يتبناها. ولكن الوضع العام أن المساجد والحسينيات مقتصرة في الغالب على الصلاة والعبادة لأبناء الطائفة فقط دون وجود برامج عامة للجميع. إن من الواجب إقامة المحاضرات الإنجليزية والبرامج الفكرية لمختلف الديانات والمذاهب في هذه المراكز الدينية والتوجه للمشاركة في الكنائس المسيحية للتعريف بالإسلام وتصحيح النظرة المغلوطة. وقد ساق القزويني ضمن حديثه العديد من التصورات الخاطئة التي كان يصححها عند مشاركته بالكنائس المسيحية.

ربما كل منا يختزن في ذاكرته تجارب ومواقف مؤثرة لأفراد أو جماعات لم يسمعوا من قبل بقضية كربلاء وما جرى فيها على الإمام الحسين (ع) وأصحابه وأهل بيته وأطفاله، وكيف كان تأثرهم وموقفهم بعد سماع شيء من الواقعة. لدينا سلاح عاطفي جذاب للإسلام لو استثمر بالشكل المطلوب وكان من خلاله التعريف بالقيم الإسلامية والإنسانية الصحيحة بدل تلك التي شوهت الإسلام من داخله وجعلته مادة نتنة يلصقها الغرب بنا وبنبينا (ص).

أين دور المبتعثين؟ أين المترجمين؟ أين كل من يتحدث الإنجليزية؟ أين من يمتلك مهارة في المونتاج أو التصوير؟ كل أولئك يتحملون مسؤولية عظمى في القيام بشيء ما مهما صغر. كتب عديدة مترجمة للإنجليزية ومنشورة في الانترنت، فقط بحاجة لمن يقتبس ويعمل منها مطويات أو يسجلها بالصوت وتعمل بمونتاج معين وتنشر في اليوتيوب باستخدام الكلمات المفتاحية الشائعة.

الدخول إلى الإسلام يحتاج إلى مدخل جذاب يشعر فيه غير المسلم بأنه الإنسان، المحترم، المحفوظ الدم، الصديق، المتساوي في الحقوق مهما كان لونه. ولا أروع وأجمل من مواقف وقيم القائد الفذ الإمام الحسين (ع) التي تجلت في كربلاء وانطلقت منها إلى العالم.

فمن الآن ابدأ طريقك وحدد مسارك وليكن لواء الإسلام مسؤولية عظمى بين يديك ترفعه بعزة وفخر منطلقاً من أخلاقيات أهل البيت (ع) وقيمهم.