رحلة إلى مدينة نارا اليابانية.. الغزلان ترحب بالبشر
العين الإخبارية


الغزلان في شوارع نارا اليابانية - صورة أرشيفية

نارا، أو "مدينة الغزلان" في اليابان.. هكذا يسمونها سواء اليابانيون أو زائرو اليابان، فهى مدينة التضاريس الطبيعية الساحرة، كما أنها المدينة المقدسة التي حرم فيها صيد الحيوانات، وتعد مدينة نارا الواقعة في وسط اليابان موطنا للغزلان التي تجوب الشوارع المزدحمة وترفه عن المارة والسياح، هي اليوم ثروة وطنية ومن أبرز عوامل الجذب السياحي في المدينة، وفقا لما نشره الموقع الإلكتروني "نيبون" الياباني.

تعتبر غزلان نارا رسلا من الجنة لمعبد كاسوغا تايشا كما يعتقد اليابانيون، وتم تكريمها باسم شينروكو، وهو اسم يدمج حرف الكانجي الخاص بكلمة إله وكلمة غزال.
جابت هذه الحيوانات شوارع وطرق نارا منذ أن كانت عاصمة البلاد قبل نحو 12 قرنا من الزمان، ويقدر عدد سكان نارا من الغزلان بحوالي 1200 غزال حتى 2017.


تقع مدينة نارا على جزيرة هونشو وتعتبر عاصمة محافظة نارا وتبعد 42 كم جنوب مدينة كيوتو، في وسط اليابان تماما، مما منحها وضعا سياسيا واقتصاديا مميزا، بالإضافة لتضاريسها الجبلية والتي تحيط بها من الشرق والغرب والشمال، مما ساهم في اختيار هذه المدينة لتكون مكانا مقدسا يتم بناء القصر الإمبراطوري فيه.


في نارا، عادة ما تتبع الغزلان نمطا متراخيا في أكل العشب والتجول في طرقات المدينة، حيث إن هذا الروتين يبدأ مبكرا مع خروج غريب للحيوانات من سباتها طوال الليل في الغابات خلف معبد كاسوغا، حيث تتسكع في التقاطعات الفارغة وتتهادى في وسط المدينة، ثم تعود أدراجها في المساء عائدة للغابات بعد يوم حافل من تقليم الحشائش وتسميدها إلى التأمل أثناء مضغ طعامها المجتر.


كانت مدينة نارا في البداية مجرد مدينة يابانية عادية تشتهر باسم هيجو-كيوا حتى قامت الإمبراطورة جيمي عام 708 ميلادي بإصدار قرار بنقل العاصمة اليابانية إلى مدينة نارا ذات التضاريس الصعبة، وتم بالفعل نقل العاصمة لها عام 710 ميلادي، وظلت نارا هي العاصمة اليابانية لمدة 74عاما، وكان لها عظيم الأثر على المدينة الرائعة، وقد أطلق على هذه الفترة في اليابان اسم حقبة نارا.


خلال تلك الفترة تمت إعادة بناء المدينة القديمة وتخطيط شوارعها وبناء قصر هيجو-كيوا الإمبراطوري الكبير، كما قام الأباطرة في هذه المرحلة بتبني الديانة البوذية، فقاموا بإحضار الكهنة البوذيين من الصين وبناء العديد من المعابد البوذية والتي أشهرها معبد توداي-جي.


وبعد أن تم نقل العاصمة اليابانية إلى مدينة كيوتو ظل الأباطرة على اهتمامهم بمدينة نارا وبترميم المعابد المنتشرة فيها، كما حرموا الصيد أو قطع أي نباتات في غابات كاسيون –ياما المحيطة بها.
وكان تحريم الصيد في غابات كاسيون - ياما وراء ارتفاع قطعان الغزلان السيكا المنتشرة في المناطق الجبلية المحيطة بالمدينة، والتي تكاثرت بشكل كبير بعد أن تحولت إلى حيوانات مقدسة يحرم صيدها أو الإضرار بها، فأصبحت الغزلان بأنواعها المختلفة التي تزيد عن ألف نوع لا تشعر بالخطر عند الاقتراب من البشر، مما جعلها تخرج من الغابات وتنزل من الجبال لتدخل المدينة المزدحمة وتتجول فيها بدون قلق، حتى أنها تعلمت كيف تعبر الطريق من الأماكن المخصصة لعبور المشاة والانحناء مثل اليابانيين للشكر بعد أن يمنحها السياح الطعام، مما جعل المدينة تشتهر باسم مدينة الغزلان.
أصبحت غزلان نارا المرفهة تقضي يومها في كسل مكتسبة وزنا زائدا بفضل المقرمشات التي يقدمها لها الكثير من السائحين من زائري المدينة.