العهد-نيوز
طبيب سعودي يعمل في مستشفى بالرياض يتحدث غن قصة حدثت معه فيقول:
جاءت الدورية بشاب عراقي مغمى عليه وأدخل قسم الطوارئ، وأجرينا له إسعافات أولية وحالته استقرت وتم تحويله إلى غرفة في الردهة، لأنه ما زال مغمى عليه حيث يحتاج لمراقبة ليومين ولعلاج مكثف.. المهم أدخلت يدي في جيب الشاب وأخرجت محفظته لابلاغ اهله فلم أجد اي رقم لهاتف اتصل به.
وبقيت جالساً حتى يفيق، وطال الإنتظار من الظهر للعصر، وحين صحا تفاجأ أنه في المستشفى وحوله الطاقم الطبي!
المهم طمأنته أنه بخير وأحضرت له ماء فشرب وأخبرته أنه تم العثور عليه مصاباً بالشارع وأحضرته الدورية.. وقلت له يلزمك علاج لا نستطيع جلبه لك ولم نجد معك سوى ٢٠ ريال فقط بالمحفظة، فقال نعم صحيح لا أملك غيرها في جيبي. فقلت له علاجك يتكلف ٤٠٠ ريال، فهل تعرف أحدا بالرياض؟
قال لا أعرف أحدا، لكن أين روشتة العلاج؟ فقلت له هذه الروشتة! أمسكها بيده ونظر إليها وأعطاها للممرض وقال له بثقة:
(أخرج خارج المشفى للشارع وأي عراقي تلاقيه أعطه إياها، وقل له أخوك عراقي مريض ومقطوع هنا بالمشفى، ويقول لك إصرف له الروشتة) فأصابنا جميعنا الذهول!
وبعدها أصابني الفضول، فقلت سأفعل مثل ما قال.. فأخذت الروشتة وخرجت للشارع أراقب المارة وبعد عدة دقائق رأيت شخصين قادمين لزيارة صديق لهم بالمشفى! لهجتهم عراقية فأوقفتهم وقلت لهم مثل ما قال لي المريض!
فاستلموا مني الروشتة وسألوني عن رقم غرفته وانصرفوا.. فأصابني الشك انهم لن يعودوا وسيمزقون الورقة.. فعدت وجلست بجانب المريض وهو نائم ورويت لزملائي الموقف فضحكوا لأنهم لم يصدقوا ماحصل، وأثناء ضحكنا أتى الرجل ومعه العلاج كاملاً وبعده أتى الآخر محمّلاً بأكياس العصير والفواكه! ذهلت من الموقف ولم أصدق!
المهم جلسوا معه وصحوه وأقعدوه وصاروا يضحكوا بوجهه ويطمئنوه أنه بخير وسوف يتعافى ويخرج بخير ويعطونه العصير والفواكه في فمه وجلسوا عنده قرابة الساعة، ولما أرادوا الذهاب رفعوا الوسادة ووضعوا شيئاً تحتها وأنا أراقب تحركاتهم. ولما انصرفوا والمريض نائم، أدخلت يدي تحت راْسه ووجدت ٢٠٠٠ ريال.
والله بكيت وشعرت بنفسي اني ما أنا بإنسان.. كان بإمكاني أعمل كل إللي عملوه وزيادة لكني لم أجرؤ ولا فكرت بذلك!! فهل نحن بشر مثل هؤلاء النشامى في العراق؟!
هل مازال عراقي يستطيع مساعدة الغريب في الوقت الذي أهله في العراق في أشد الحاجة للمساعدة؟!
اللهم احفظ العراق واهل العراق