اياد السماوي
الأمر الوزاري الذي أصدره وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور قصي السهيل بإنهاء تكليف رئيس جامعة بغداد الدكتور علاء الكيشوان ,
لا يندرج ضمن التغييرات الإدارية الروتينية التي تصاحب عادة عمل الوزراء الجدد ,
بل أنّ ما حدث يوم أمس هو هزّة عنيفة أطاحت برمز كبير من رموز الفساد والفشل في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,
فقد هوت قلعة كبيرة من قلاع الفساد والفشل والتّعسف في هذه الوزارة المهمة ,
وستهوى معها كل رموز الفساد في هذه الجامعة العريقة التي كانت في يوم من الأيام وجه العراق العلمي والحضاري ,
هذه الرموز التي عشعشت على مقدّرات التعليم العالي في هذه الجامعة العريقة والتي كانت السبب الرئيس في تدهور مستوى التعليم العالي في العراق وانحطاطه إلى الحضيض .
ولاشّك أنّ هذه الخطوة الجريئة والموّفقة هي الخطوة الأولى نحو اقتلاع قلاع الفساد والفشل وانحطاط المستوى العلمي ,
والارتقاء بالمستوى الجامعي إلى سابق عهده حين كانت جامعة بغداد من الجامعات العلمية الرصينة في الشرق الأوسط والبلدان العربية ووجه العراق العلمي والحضاري .
. وتوّلي السيد الوزير رئاسة الجامعة بنفسه من موقع أدنى هو الآخر إجراء لا يقلّ أهمية عن عزل رمز الفساد الأول علاء الكيشوان ,
بل أنّ توّلي السيد الوزير رئاسة الجامعة بنفسه ستكشف له باقي أعضاء مافية الكيشوان وأذرعه الذين عشعشوا على مقدّرات هذه الجامعة وتسببوا في انحدار المستوى العلمي فيها ..
وعادة ما تتبع الهزّة الكبيرة هزّات ارتدادية أقل منها درجة , وأول هذه الهزّات الارتدادية هي عزل عميد كلية التربية الرياضية في الجامعة ,
ولا شّك أنّ هزّات ارتدادية أخرى ستقتلع بؤر الفساد في العمادات ورئاسة الجامعة ,
تلك البؤر التي وفرّت مناخ الفساد لرمز الفساد في جامعة بغداد .
إننا في هذه المناسبة نبارك لمعالي الوزير قصي السهيل هذه الشجاعة في اتخاذ القرارات الصائبة والصحيحة ,
وندعوه في الوقت ذاته إلى المضي قدما في اقتلاع كلّ جذور الفساد والفشل والانحطاط في جميع الجامعات العراقية ,
والارتقاء بالمستوى العلمي في العراق إلى مصاف الدول المتقدمة في الشرق الأوسط والبلدان العربية ,
وإعادة سمعة جامعة بغداد وباقي الجامعات العراقية إلى سابق عهدها , حين كان التعليم العالي في العراق يتقدّم كلّ دول المنطقة ..
لا زلنا ننتظر منك أيها الوزير الهمام استكمال هذه الإصلاحات الجذرية والوفاء بالوعود التي قطعتها على نفسك ..
بوركت جهودك أيها الوزير النزيه والشجاع وإلى الأمام في خدمة عراقنا الحبيب