عندما نقف على اعتاب واقعة الطف نجدها منجم للقيم الاسلامية الحقيقة لما تجسدت فيها من القيم وطبقت قولا وفعلا فتجد ان اصحاب الامام الحسين قد سطروا اروع البطولات في سبيل الله وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل اعلاء كلمة الحق واثروا بأنفسهم من اجل سيد الشهداء اذ كانوا يتسابقون الى المنية سباق مستميت وكأنهم يتسابقون لنيل جوائز نفيسه . نعم انها جوائز نادرة لا يحصل عليها الا من وطن نفسه لضرب السيوف وطعن الرماح . فلقد سألت السيدة زينب عليها السلام سيد الشهداء عليه السلام هل اختبرت اصحابك وكان هذا في ليلة العاشر من محرم فقال لها نعم ولقد بَلوتهم ، فلم أجدُ فيهم إلاّ الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل إلى محالب أمّه هكذا كانوا هم الثلة الطاهرة .
اما موقف الامام العباس عليه السلام في هذه الواقعة موقف لا يقفه الا العباس نفسه فلقد وضع اسس الاخوة والايثار و الشجاعة وغيرها من القيم الحميدة وكما قل الشاعر
ابا الفضل يامن اسس الفضل والابى ** ابى الفضل الا ان تكون له ابا
فلقد فدى الامام الحسين عليه السلام بكل ما يملك وحتى اعضاء جسمه عينه ويداه وكذلك ضحى بأخوته في سبيل الله .
اما موقف سيدتنا زينب عليها السلام في واقعة الطف فكان لا يقل اهمية عن موقف الامام الحسين عليه السلام اذ انها قامت بدور رائع جسدت فيه اروع صور الصبر والتحدي والاباء وقادة واقعة الطف بعد اخيها الحسين خير قيادة ومواقفها وخطبها في الكوفة والشام تشهد بذلك فلقد هزت عروش الطغاة بفصاحتها وكيف لا وهي بنت علي بن ابي طالب عليه السلام ابلغ البلغاء .
واما القيم التي جسدها الامام الحسين عليه السلام فعظيمة بقدر عظمته فلقد كان يبكي يوم عاشوراء على جيش ال امية لانهم سوف يدخلون النار بسببه . الله اكبر واي رحمة يحملها الحسين عليه السلام حتى يبكي على اعداءه وهم الذين منعوه واهله من شرب الماء وقتلوا صحابه واهل بيته .
مع كل ما عرضناه من قيم انسانية في واقعة كربلاء جسدت الاسلام المحمدي الحقيقي فقد قابله الاعداء بأبشع صور التعدي والاجرام والعداء له ولاهل بيته اذ انهم لم يكتفوا منه بل سبوا عياله من كربلاء الى الكوفة ومن ثم الى الشام ومروا بالنساء والاطفال على جثث القتلى ورفعوا الرؤوس امام السبايا .
من هذه المقارنة البسيطة بين اخلاق الحسين واصحابه واهل بيته وبين اعداءهم نعرف من هو الحسين عليه السلام ومن هو يزيد واحصابه لعنة الله عليهم والذي يسمونه امير المؤمنين بل هو امير هواه ونفسه الامارة بالسوء .
السلام على الحسين يوم ولد و يوم يموت ويوم يبعث حيا
مهدي الموسوي