النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

الترجمة: ماهيتها وكيفيتها ؟؟

الزوار من محركات البحث: 5 المشاهدات : 507 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: December-2011
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 13,566 المواضيع: 1,035
    صوتيات: 54 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 10447
    مقالات المدونة: 9

    الترجمة: ماهيتها وكيفيتها ؟؟

    الترجمة: ماهيتها وكيفيتها






    الأستاذ محمد حسن يوسف

    نحاول الآن وضع تعريف للترجمة وشرح منهجية الخطوات التي تتم بها. على أننا نحاول هنا توضيح بعض الحقائق العامة بشكل سريع، قبل أن نفصّلها بشكل دقيق فيما بعد، وذلك لتهيئة ذهن القارئ لفهم عملية الترجمة.
    يُعرف Forster الترجمة الجيدة على أنها " الترجمة التي تفي بنفس الغرض في اللغة الجديدة مثلما فعل الغرض الأصلي في اللغة التي كُتب بها ". ويصف Orr عملية الترجمة بأنها مطابقة لعملية الرسم إلى حد ما، فيقول: " إن الرسام لا يستخرج كل تفصيل في المنظر "، فهو ينتقي ما يبدو أفضل بالنسبة له. وينطبق نفس الشيء على المترجم، " إنها الروح – وليس المعنى الحرفي وحسب – التي يسعى المترجم لتجسيدها في ترجمته الخاصة ".

    ويردد Edwards نفس وجهة النظر، فيقول: " ننتظر وجود صدق حقيقي تقريبي في الترجمة ... وكل ما نريد الحصول عليه هو نفس أصدق إحساس ممكن للنص الأصلي. ويجب أن تصل إلينا السمات والمواقف والانعكاسات بنفس الشكل الذي كانت عليه في ذهن المؤلف وقلبه، وليس من الضروري أن يتم ذلك بالدقة التي انطلقت بها من فمه ".

    ويطالب معظم علماء الترجمة بالاهتمام بالمعنى وليس بالمفردات اللغوية، ذلك أنه إذا لم تقم الترجمة بالوظيفة الإيصالية، أي إذا لم يكن لها معنى لدى المتلقي، فإنها في هذه الحالة لا تكون قد بررت وجودها.

    وبالإضافة إلى ما تنقله التراجم من معنى، فيجب أن تنقل أيضا " روح وأسلوب النص الأصلي ". ذلك أن المعنى الحرفي يقتل الترجمة، ولكن روح المعنى يمنحها الحياة.

    وتتمثل الهفوة الأساسية التي يقع فيها الكثير ممن يقومون بترجمة الأدب في فشلهم في أن يكونوا " طبيعيين " في التعبير. فهم في الواقع يجعلون القارئ يعلم جيدا أن عملهم ما إلا ترجمة ... حيث يذهب الجزء الأعظم من مجهودهم في البحث عن عبارات مرادفة، ولكن لا يستخدمها القارئون لهذه الترجمة في لغاتهم.

    ولذلك يرى Goodspeed أن " أفضل التراجم ليست تلك الترجمة التي تُبقي نُصب عين القارئ وإلى الأبد حقيقة أن هذا العمل ما هو إلا ترجمة وليس تأليفا اصليا، وإنما هي تلك الترجمة التي تجعل القارئ ينسى مطلقا أنها ترجمة وتجعله يشعر أنه ينعم النظر في ذهن الكاتب القديم مثلما يمعن النظر في ذهن كاتب معاصر. ولا يعتبر هذا الأمر في الواقع أمرا سهلا في تنفيذه، ولكنه رغم ذلك يعتبر المهمة التي يجب أن يلتزم بها أي مترجم جاد في عمله ".

    ومن هنا فإن أكبر معيار مقنع لنوعية أي عمل يكمن في حقيقة أنه لا يمكن أن يُترجم إلا بصعوبة، لأنه إذا انتقل فورا وبسهولة إلى لغة أخرى دون أن يفقد جوهره، فذلك يعني أنه لا يحتوي على أي جوهر معين أو أنه على الأقل لا يعتبر عملا من الأعمال الفريدة.

    ويعتبر الأسلوب السلس والطبيعي – رغم الصعوبات البالغة في إنتاجه خصوصا عند ترجمة نص ذي نوعية عالية – هاما في توليد استجابة لدى المتلقين النهائيين له، تتشابه مع استجابة المتلقين الأصليين لذلك الأسلوب. فيجب أن تكون الترجمة اصطلاحية وممتعة، ليس للباحث وحسب، بل وللقارئ المتعلم أيضا. ويسعى المترجم لتكوين انطباع لدى قرائه يتشابه أو يكاد مع ذلك الانطباع الذي ينتج عن النص الأصلي.

    وفي هذا يقول Prochazka إن " الترجمة يجب أن تُحدث في ذهن القارئ نفس الانطباع الذي يحققه انطباع النص الأصلي على قرائه ".

    وهكذا فإن الترجمة الجيدة يجب أن تلبي المتطلبات الأساسية التالية:
    1-تعكس المعنى بوضوح
    2-تنقل روح النص الأصلي وأسلوبه
    3-تصاغ بتعبير طبيعي وسلس
    4-تولد استجابة مشابهة في ذهن قارئها

    ويتضح من كل ما سبق أن التضارب بين المحتوى والشكل ( أو بين المعنى والأسلوب ) سيكون تضاربا حادا في بعض النقاط المعينة، ويجب أن يفسح أحدهما المجال للآخر في بعض الأحيان. ولكن يتفق المترجمون عموما على وجوب إعطاء الأولوية للمعنى قبل الأسلوب حينما لا يكون هناك حل وسط موفق. وما يجب علينا محاولته هو إيجاد خليط فعال من " المعنى والأسلوب "، لأن هذين الوجهين يعتبران متحدين بشكل لا يقبل التجزئة. ويؤدي التمسك بالمحتوى، دون اعتبار للشكل، إلى إنتاج عمل مميز وجيد ولكنه لا يحتوي على أي شيء من تألق وسحر النص الأصلي. ومن ناحية أخرى، يمكن أن تؤدي التضحية بالمعنى في سبيل الحصول على أسلوب جيد إلى الحصول على صورة مطبوعة فقط تفشل في توصيل الرسالة. ووفقا لذلك، يجب أن يكون للتطابق في المعنى أولوية تسبق التطابق في الأسلوب.

    ولكن لا يجب أن يجري تعيين الأولويات بنمط ميكانيكي محض. إذ إن ما هو مطلوب في النهاية هو إعادة إنتاج النص الأصلي لاستخراج صورة منه.

    إن أي استعراض للآراء المطروحة حول عملية الترجمة يصلح لتوكيد الحقيقة القائلة إن تعريفات أو أوصاف عملية الترجمة لا تتم بقواعد جبرية حتمية، وإنما تعتمد على قواعد احتمالية. ولذلك لا يمكننا الحكم على ترجمة معينة بكونها جيدة أو رديئة دون أن نأخذ في الاعتبار عددا لا يحصى من العوامل التي يجب أن توزن بدورها من مختلف الطرق وبإجابات مختلفة إلى حد كبير. ومن هنا ستظهر على الدوام تشكيلة من الإجابات الفعالة والصحيحة للسؤال التالي: " هل هذه الترجمة ترجمة جيدة "؟

    منقول

  2. #2
    من المشرفين القدامى
    flower flower
    تاريخ التسجيل: August-2012
    الدولة: ίŔắq
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 5,703 المواضيع: 231
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 1407
    مزاجي: เ ๔๏ภ๏t кภ๏ฬ
    المهنة: خريجة جامعية
    أكلتي المفضلة: đÀrk chŌÇΘĽÁτẻ
    موبايلي: nokia n8
    آخر نشاط: 21/November/2017
    مقالات المدونة: 6
    اتمنالك التفوق بالترجمة

  3. #3
    من أهل الدار
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Matilda مشاهدة المشاركة
    اتمنالك التفوق بالترجمة
    شكرا لك وردة

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال