قصيدة أيتُها الطفلة ُ المغرورة ُ ... سامحيني
جمال الشرقاوي
2016 / 8 / 30
أيتـُـها الطفلة ُ المغرورة ُ
سامحيني
أنتِ السببْ
في أني اتخذتُ قراري
سامحيني
لو ابتعدتُ عنكِ و طالَ الفراقْ
فأنتِ التي هيـَّـجتِ غروري
و أنتِ التي ترفضينَ كلِّ الحلولْ
و في ذاتِ الوقتِ تعشقينَ مَدَاري
أنتِ السببْ
إذ لم تفهمي يا طفلتي المغرورة ُ
أنَّ الفجوةَ بيننا تتسعُ
جرحتِ كرامتي و غرَّكِ انتظاري
أنتِ السببْ
لأنكِ لم تفهمي أني
إنسانُ و الرجولة ُ شِعَاري
رأيتي نفسِكْ أكثرِ مِن اللازمْ
ضخـَّـمتِ نفسِكْ أكثرِ مِن اللازمْ
تخيَّـلتي
يا قـَـشـَّـة ً في إعصاري
أنني ــ قيسُ ــ الذي ينتظرُ ــ العامريَّـة ْ ــ
مُلقيَّـاً علىَ وجههِ في الصحراءْ
بجانبِ الغنمِ أو عندِ الجَدَار ِ
أيتـُهـا الطفلة ُ المغرورة ُ
سامحيني
غصباً عنـِّـي إنْ أحببتُ عليكي تارة ً
و تارة ً باختياري
إنتِ السببْ
لا أنتِ ــ عبلة ً ــ
و لا أنا ــ عنترة َ العَبْسِيِّ ــ في زماني
أنتِ السببْ
أيتـُـها الطفلة ُ المغرورة ُ التي تلقاني
تخيَّـلتي كمراهقةٍ
أني كبيرٌ
و أنكِ محطتي الأخيرة ِ و مكاني
نسيتِ
أنني الرجلُ الأولُ
الذي أشعلَ النارَ بأصابعكِ في ثواني
و أنني الرجلُ الأولُ
الذي علـَّـمتـُـكِ القـُـبـلة ُ الأولىَ
علـَّـمتُ شفتاكِ كيفَ يَـلـثـُمَـاني
و أنني لستُ الحبُ الأولُ
لكنني الحبُ الأخيرْ
و الحياهِ و العشق ِ و المعاني
و أنا الذي دَوَّرتُ نـَـهـدَكِ بيدَيـَّـا
و أجريتُ منه الدماءَ و الحليبْ
فجَّرتُ فيهِ و فيكِ
الأمومة َ و الأنوثة َ فاشتهاني
و أنني ( أسدُ الشعرُ العربيُّ )
بأشعاري
جعلتُـكِ نجمة ً علىَ صفحاتِ العاشقينْ
فهلْ تقبلينَ هَوَانِي ؟!
كمْ أضحكُ مِن طفولتِكْ
كمْ أضحكُ مِن مراهقـَتِكْ
أنا يا طفلتي الصغيرة ْ
كالنخلة ِ إذا ضُربَتْ بحَجَرْ
ترمي للقاتلينَ ثمارَ التفاني
أيتُـها الطفلة ُ المغرورة ُ
سامحيني
بلا انتهاءْ
أنتِ السببْ
أني عشقتُ غيركِ
و أنتِ نائمة ٌ بينَ الدواءْ
أنكِ تعيشينَ الحبِّ
في عصر ِ الفاتحينَ الغـُزاهْ
و المغتصبينَ قلوبَ النساءْ
أنتِ السببْ
لأنكِ لم تفهمي
أنَّ المحبَّ للمُحِبِ مشتاق ٍ و مُلتاع ٍ
كشوق ِ الصباح ِ للمَساءْ
أنتِ السببُ إذ لم تفهمي
أنَّ العشقَ جنونْ
و اختلاقُ أكاذيبْ
مِن أجل ِ العطاءْ
أنتِ السببُ إذ لم تفهمي
أنَّ الحبَّ إنكارٌ للذاتْ
و اختراعُ المكاتبَ الغراميَّة ْ
ليكونَ للحبِّ في القلوبِ بقاءْ
أنتِ السببُ إذ لم تفهمي
أنكِ لو عاشقة ْ
كنتي تـَـحَجَّجْتِي مِن أجل ِ اللقاءْ
أنتِ السببْ
لأنهُ لم يأتِ بـِـبَـالـَـكِ
أنَّ الحبَّ بينَ العاشقينْ
يا طبيبتي المغرورة ْ
صفحة ً بيضاءْ
كانَ يجبُ أنْ تفهمي يا طبيبة ْ
إذا ما دَخـَـلَ الكذبْ
تـَـدَنـَّـسَ القلبْ
ضاعَ الحبْ
فماتَ النقاءْ
أيتُـها الطفلة ُ المغرورة ُ
سامحيني
لو عشقتُ امرأة ً كبيرة ْ
شـَـعُرتُ مَـعـْـها بالأمانْ
سامحيني
لو عرفتُ امرأة ً ناضجة ً
أنـْـسَـتـْـنِـي
طفلة ً قوية َ الشهوة ِ و العُـنـْـفـُوَانْ
سامحيني
لو عرفتُ امرأة ً في عُمْر ِ أمِّكْ
أنـْـسَـتـْـنِـي
ما بيني و بينها مِن زمانْ
أعطتني القلبَ و الجسدَ
فلمْ أشعُرُ مَعْهَا بأنه قدْ فاتَ الأوانْ
لا تظلي تحلـُـمينَ طويلاً
بأنَّ ـــــ أسدَ الشعرَ العربيَّ ـــــ يُـسْـتـَـأنسُ
و يظلُ في حبُّـكِ يا طفلتي حيرانْ