السلام عليكم
كثيرة هي المقالات و عديدة هي الأفكار
و لكن لدينا هدف في نشر الثقافة والعلم - لكي يتعلم من لا يجيد و نرقى بأنفسنا أيضا
هكذا لنتعلم
المحتويات
1) التعريف .
2) وسائل تكوين الوعى السياسى .
3) العوامل المؤثرة فى الوعى السياسى .
4) محددات ( عناصر ) الوعى السياسى .
5) كيفية قياس الوعى السياسى .
6) وسائل رفع الوعى السياسى .
التعريف : -
الوعى السياسى هو الرؤية الشاملة بما تتضمنه من معارف سياسية وقيم واتجاهات سياسية – التى تتيح للإنسان أن يدرك أوضاع مجتمعه ومشكلاته ويحللها ويحكم عليها ويحدد موقفه منها والتى تدفعه للتحرك من أجل تغييرها وتطويرها .
وبناء على هذا التعريف فإن الوعى السياسى يشتمل على أربعة محددات رئيسية هى :
1. الرؤية الشاملة .
2. الإدراك الناقذ .
3. الإحساس بالمسئولية .
4. الرغبة فى التغيير .
وسائل تكوين الوعى السياسى :
1) التوجيه السياسى المباشر من خلال قنوات رسمية وغير رسمية .
2) الخبرة السياسية المكتسبة من خلال المشاركة السياسية .
3) التعليم الذاتى عن طريق قراءة الصحف ومتابعة الأحداث .
4) امتداد خبرات فى المجال العام إلى المجال السياسى كمثل :
i. التلمذة :
وهى أحد أساليب التنشئة السياسية للفرد وتعنى امتداد خبرات ومهارات مكتسبة فى مجال غير سياسى إلى المجال السياسى ( مثل مشاركة الطلاب فى انتخابات اتحاد الطلبة وما يكتسبةنه من مهارات تمتد إلى المجال السياسى ) .
ii. التعميم :
وهو امتداد القيم الاجتماعية إلى المجال السياسى بما يفيد تأثير المناخ العام فى المجتمع فى تكوين الوعى السياسى للأفراد .
العوامل المؤثرة فى الوعى السياسى : -
1) نوع الثقافة السياسية ومنها ثلاثة أنواع :
أ) ثقافة المشاركة وتؤدى لتكوين اتجاهات إيجابية تجاه الموضوعات السياسية ( وعى مشارك ) .
ب) ثقافة التبعية وتؤدى لتكوين اتجاهات سلبية تجاه الموضوعات السياسية ( وعى سلبى أو تابع ) .
ت) ثقافة المحدودية وتؤدى لتكوين علاقة ضعيفة مع الموضوعات السياسية ( وعى محدود ) .
2) وجود أحداث كبرى مثل التطورات والتغيرات الثقافية والمعارك العسكرية مما يؤدى لحدوث تغيرات ثقافية وسياسية كبرى وبالتالى تغيير فى الوعى السياسى .
3) مستوى التعليم : حيث يغلب وجود وعى سياسى لدى المتعلمين عن مقارنتهم بغير المتعلمين مع وجود استئناؤات .
4) وجود زعيم سياسى بارز فى فترة معينة يؤدى لزيادة الوعى السياسى خلال تلك الفترة .
5) القدرات والمهارات الخاصة التى يتمتع بها بعض الأفراد .
محددات ( عناصر ) الوعى السياسى لدى الجماعة :
1) الوعى الرسالى :
رؤية الفرد لرسالته والعالم من خلال فهم الإسلام العام الشامل والاعنقاد بضرورة تطبيقه من خلال استيعاب نصوصه ( القرآن – الحديث - …… ) واستيعاب منهجه الواقعى المتضمن لجميع شئون الإنسان . ( وعى ثابت )
2) الوعى الحركى :
رؤية الفرد لتنظيمه وصفاته المختلفة ( حزب سياسى وحركة سلفية وطريقة صوفية وفكرة اجتماعية …. ) وأهدافه ووسائله المتعددة . ( وعى ثابت + متغير ( نظراً لتحديث الوسائل والأهداف وعدم جمود الحركة ) ]
3) الوعى بالقضايا السياسية :
رؤية الفرد للقضايا المحلية والقومية والعالمية ذات التأثير على الوطن . ( وعى متغير يستند إلى رؤية ثابتة ) .
4) الوعى بالموقف السياسى :
رؤية الفرد الموقف السياسى بكل مستجداته وتطوراته على الأصعدة المختلفة مع تمييز القوى الفاعلة فى المشهد السياسى ومرجعيات كل منها ( وعى متغير حسب نوع الحدث ) .
كيفية قياس الوعى السياسى :
1) الاستبيان : ويطبق على مجموعة من الأفراد مشتملاً على أسئلة توضح حجم المعارف السياسية (أسئلة عن الحكم وآلياته وأشخاصه ) وآليات المشاركة السياسية ( الحقوق الانتخابية وآليات إبداء الرأى ) والذات السياسية ( مواقف وأراء الجماعة فى مختلف القضايا ) على أن تتضمن الأسئلة المستويات المحلية والقطرية والعالمية .
2) قياس سلوك الأفراد فى بعض المواقف ومنها المشاركة فى محافل الانتخابات(بكل أنواعها) وإبداء الرأى
3) قياس الحرص على متابعة وسائل الإعلام بمختلف أشكالها (صحافة – تليفزيون – فضائيات – انترنت )
4) قياس مستوى الحوار والأسئلة والاستفسارات عند طرح موضوع معين للنقاش .
مما سبق من وسائل – كما يتضح – تؤدى للحصول على نتائج تتعلق بالكيف وليس الكم ( باستثناء بعض وسائل القياس مثل الاستبيان وعدد المتابعين للصحف ) ومع ذلك فإن تكرارها يؤدى لتكوين صورة عامة عن تطور الوعى السياسى لدى الأفراد أو الجماعات .
وسائل رفع الوعى السياسى :
1- تيسير وصول المواقف السياسية للجماعة إلى الأفراد _ البيانات – الحوارات ) .
2- تقديم عروض شاملة لمختلف القضايا السياسية إلى الأفراد ( محلية – قومية – عالمية - …. ) .
3- التشجيع على متابعة وسائل الإعلام المختلفة ومتابعة الحصاد الذى تم تحصيله من خلال هذه المتابعة
4- تكوين أرشيف عن بعض القضايا أو الأشخاص من قبل الأفراد .
5- تكاليف بعض الأفراد بمتابعة قضايا معينة والتخصص فيها ( وهى مرحلة متقدمة من التربية السياسية بشكل عام ) .
6- اعتماد الحوار كوسيلة لتكوين الوعى السياسى بشكل عام وذلك بدلاً عن طريقة التلقين للتوجيه .
7- الاحتكاك بأصحاب الخبرة فى هذا المجال عن طريق الزيارات واللقاءات ( من داخل وخارج الجماعة ) .
8- تشجيع مراسلة وسائل الإعلام المختلفة وإبداء الرأى فى مختلف القضايا ( وهو ما يعد ثمرة للوعى السياسى بشكل أساسى ) .
9- تكليف الأفراد بإعداد ابحاث فى موضوعات سياسية مختلفة مما يدفعهم لتكوين رصيد من المعارف حول هذه الموضوعات .
10- المشاركة فى ورشة عمل لإعداد أوراق حول موضوعات مختارة تستدعى رصيد الأفراد من المعارف الخبرات وتؤدى لتبادل المعلومات ورفع مستوى التفكير وتوسيع الرؤية .
حقوق المواطنة والوعي السياسي
يبدوا ان المفاهيم تختلط لدى البعض , فيصبح مع الوقت شخصية ذات ايديولوجيات مختلفة , فهو ليس بالشخص ذو التوجة الوطني ولا بالشخص ذو توجهاتٍ اخرى , فهو تارةٌ يحمل لواء الحرية وتارة اخرى يواجه كل امرٍ حر بتسلط واضح ويختلف في اللاختلاف !!
و لدينا شواهد و أمثلة كثيرة نراها حتى هنا
ولا شك أن الوعي السياسي أحد درجات رقي المجتمعات بشكل أو بآخر , فمحاولة بناء المدينة الفاضلة لا يمكن أن تنجح بدون ان تترجم درجات الوعي في مختلف مناهج الحياة , وأعتقد أن بناء الوعي يأتي من خلال ما يتلقاه الشخص أو بتعبير مناسب (المواطن) في مراحل حياته الاولى , فمنذ بدأ دراسته ومن المراحل السنية , عندما يُقدر له أن يختار او يعترض او يواجه بعض مشاكله فهو بذلك يتعلم احد طرق الممارسة السياسية , اما اذا كان يعاني من التسلط الشديد ومصادرة الرأي كما يحدث لكثير من الطلاب في بعض دول العالم فأن ذلك يخلق سخطا نفسيا صارخا ضد القوانين في نفس (المواطن) حتى يشعر بأنه كتلة متكاملة من القهر والظلم والاستبداد !!
مثل هذا الشعور يولّد كبتاً رهيباً ينقلب مع الوقت الى كراهية للانظمة , تنطلق من قناعة الشخص ورغبته الشديدة على معاقبة مجتمعه الذي صادر رأيه الاول في أختيار دراجته الهوائية الاولى , أو الذي جعله ومنذ البداية مجرد رقم لا يقدم ولا يؤخر في مراحل حياته المختلفة.