قصة أيام المرجع البروجردي
كان أيّام المرجع الديني الكبير السيّد البروجردي قدّس سرّه شخصان قد صدر من كلّ منهما سلبية قد تبدو هيّنة في نظر بعضنا إلاّ أنها عند الله عظيمة. حيث كان أحدهما لديه صهر مواظب وبإيمان على الحضور في مجالس العزاء التي تقام لأبي عبد الله سلام الله عليه وكان هذا الشخص بدل أن يثني على صهره ويكبّر فيه روح الإيمان على مواصلة المشاركة كان يثبّطه ويقلّل من عزيمته قائلاً له: لا داعي لكلّ هذا الاهتمام في المشاركة، ويكفيك القليل من الحضور. أما الشخص الآخر فكان يستهزئ ببعض الشعائر ويستخفّ بالقائمين عليها. ففي ليلة العاشر من المحرّم لإحدى السنين رأى أحدهما في منامه ـ ونقل الحادثة بعد ذلك للسيد البروجردي قدّس سرّه ـ كأنّ يوم القيامة قد قام، وهو وزميله ـ الذي يستخفّ ببعض الشعائر ـ في ساحة المحشر حائرين لا يدريان ما يصنعان ولا يعرفان مصيرهما. وإذا بهما يشاهدان مكاناً فيه جنّة! فسألا عنه، فقيل لهما: هناك يجلس الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، ومحبّوه يدخلون عليه، يحدّثهم ويحدّثونه. فانبريا قائلين: نحن كذلك من محبّي الإمام الحسين سلام الله عليه وممن يشترك في إحياء مجالس عزائه وإقامة شعائره؛ فلنذهب لزيارته ورؤيته. وعندما همّا بالدخول مع المؤمنين إلى حضرة الإمام الحسين سلام الله عليه، حال الملائكة الموكلون بحراسة مجلسه دونهما، فتعجّبا قائلين: لم لا تسمحون لنا بالدخول؟! فقالت الملائكة لهما: كذلك أُمرنا، ألستما فلاناً وفلانا؟ فقالا: نعم، ولكن هلاّ أخبرتمونا عن السبب؟! وبعد إصرارهما دخل أحد الملائكة ثم خرج، وقال لهما: لقد مُنعتما بما كان منكما في تثبيط أحدكما لصهره، واستهزاء الآخر ببعض شعائر الإمام سلام الله عليه. حينها فزع الشخص من نومه ـ وكان الوقت قبيل الفجر ـ مرهوباً خائفاً، لم يقوَ على معاودة نومه حتى الصباح، ثمّ جمع قواه وذهب إلى بيت صاحبه ـ شريكه في الرؤيا ـ طالباً منه التهيّؤ للذهاب معاً إلى حرم الإمام الحسين سلام الله عليه؛ وبعد أن استقرّ بهما المكان، قصّ لصاحبه المنام بحذافيره، وأخذا يبكيان طالبين من الإمام الصفح عن خطيئتهما، معاهدين على الإقلاع عنها وعن أمثالها.