نشرت شركة صناعة الطائرات التي بدون طيار الصينية دي جي آي DJI – المهيمنة على سوق الطائرات التي بدون طيار التجارية في الولايات المتحدة – خطابًا مفتوحًا مكونًا من 1800 كلمة تنفي من خلاله جمع وإرسال طائراتها التي بدون طيار لبيانات الرحلة إلى الصين.
ويأتي خطاب الشركة – التي تتخذ من شنتشن مقرًا لها – بعد مناقشة أجرتها لجنة بمجلس الشيوخ الأمريكي الأسبوع الماضي حول أمن الطائرات التي بدون طيار، ومخاطر سلسلة التوريد، حيث تحاول DJI التصدي للمخاوف المتزايدة في الكابيتول هيل بشأن التجسس.
وقالت شركة DJI في الخطاب المفتوح الموجه إلى لجنة التجارة والعلوم والنقل بمجلس الشيوخ: إن الطائرات التي بدون طيار التي نصنعها لا ترسل بيانات الطيران تلقائيًا إلى الصين أو إلى أي مكان آخر، مشيرةً إلى أن البيانات تبقى على الطائرة التي بدون طيار، وعلى الجهاز المحمول للطيار.
وجاء الخطاب الذي وقّعه (ماريو ريبيلو) Mario Rebello، نائب الرئيس، والمدير الإقليمي لشركة DJI لأمريكا الشمالية، بعد أن قال السيناتور (إد ماركي) Ed Markey، خلال الجلسة: إن الأمريكيين الذين يمتلكون طائرات صينية الصنع قلقون بشأن الخصوصية والأمن.
وقال بعض الخبراء خلال الجلسة: إنهم يعتقدون أن DJI قادرة على إرسال البيانات إلى الصين، فيما أوضحت DJI أنه من الضروري أن تستند القرارات التي تؤثر على المكونات الرئيسية للصناعة على الحقيقة، وأنه ليس بإمكانها مشاركة بيانات العملاء التي لا تتلقاها.
وقالت DJI: لا تشارك الطائرات التي بدون طيار سجلات الرحلات الجوية أو الصور أو مقاطع الفيديو، إلا إذا اختار طيار الطائرة القيام بذلك، وإن بيانات المستخدمين الأمريكيين تُحمّل على الخوادم السحابية الأمريكية فقط في حال اختار المستخدمون الأمريكيون مشاركة بياناتهم.
وأشارت الشركة إلى أنها طورت تدابير أمنية لمنتجاتها، وأن المناقشات التي دارت في الجلسة تضمنت معلومات غير دقيقة، وتكهنات حول استخدام الطائرات التي بدون طيار، والتكنولوجيا، مما قد يؤدي إلى فرض قيود على الوصول إلى طائراتها، بناءً على مكان وجود مقرها الرئيسي.
ويأتي خطاب DJI وسط تصاعد التوترات في مجالي التكنولوجيا والتجارة بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن أضافت إدارة ترامب في وقت سابق العديد من شركات الحوسبة الفائقة الصينية إلى قائمتها السوداء التجارية، الأمر الذي يمنعها من شراء التكنولوجيا الأمريكية الصنع.
وتدرس واشنطن أيضًا وضع العديد من شركات التعرف على الوجه الصينية في القائمة السوداء لمراقبة الصادرات، على أساس أنها تشكل خطرًا على الأمن القومي.
وتستعد الشركة هذا الأسبوع لإطلاق نسخة حكومية من طائرة بدون طيار، وذلك في سبيل تلبية التوقعات الأمنية الصارمة لحكومة الولايات المتحدة، بحيث إن هذه الطائرة لا يمكنها الوصول إلى الإنترنت، وتعمد إلى تخزين المعلومات محليًا فقط.
وبحسب الخطاب المفتوح، فإن هذا يعني أنه إذا ارتكب موظف حكومي خطأ في بروتوكول إدارة البيانات، أو حتى حاول عن قصد إرسال بيانات الطائرة التي بدون طيار إلى DJI، أو إلى أي مكان آخر، فلن تنتقل البيانات.
وكانت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية قد نبهت في شهر مايو الشركات الأمريكية حول المخاطر الأمنية المرتبطة بالطائرات الصينية الصنع، وبالرغم من أن التنبيه لم يذكر اسم جهة تصنيع محددة، إلا أن زهاء 80 في المئة من الطائرات التي بدون طيار المستخدمة في الولايات المتحدة وكندا تأتي من DJI.
وأعلنت DJI أنها تخطط لنقل بعض خطوط التصنيع إلى الولايات المتحدة، وذلك كجزء من التزامها الطويل الأجل تجاه أميركا، الذي بدأ في عام 2015 من خلال منشأة البحث والتطوير الموجودة في بالو ألتو.
ويعمل في شركة DJI أكثر من 14 ألف موظف، مع تركيز 25 في المئة من هذا العدد على البحث والتطوير، ولدى الشركة 17 مكتبًا عالميًا.