"صفقة القرن: في الشرق الأوسط الذهب لترامب وحده"، عنوان مقال أليكسي نيتشاييف، في "فزغلياد"، حول العجز عن شراء الفلسطينيين بالمال طالما الأمر يتعلق بالمقدسات.
وجاء في المقال: قدمت الولايات المتحدة خطة لحل النزاع بين إسرائيل وفلسطين قيمتها 50 مليار دولار. وعلى أغنى دول الخليج وشمال إفريقيا والغرب رعاية "الصفقة الكبيرة". إلا أنهم في فلسطين، رفضوا مرة أخرى فكرة واشنطن للمصالحة، ما يضع جهود البيت الأبيض على شفا الفشل.
وهكذا، فثمة سؤال:
لماذا يروج دونالد ترامب وجاريد كوشنر بقوة لخطتهما لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي في ظروف يعارض فيها أحد الطرفين على الأقل بشدة هذه الخطة؟
يقول
رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاع، فيودور لوكيانوف، لـ"فزغلياد": "منطق عمل ترامب وكوشنر مفهوم. فلهما مصلحة كبيرة في حل القضية الفلسطينية، التي تشكل العقبة الرئيسية أمام تقارب حلفاء الولايات المتحدة.. من المنطقي أن ترامب يرغب في إزاحة القضية الفلسطينية، لتنفتح أمامه آفاق أخرى في الشرق الأوسط. على وجه الخصوص، لتشكيل مجموعة قوية معادية لإيران".
وأضاف لوكيانوف: "الشيء الآخر هو أن ترامب وكوشنر، بوصهما رجلي أعمال، يظنان بأن هذه القضية يتم حلها بالدرجة الأولى عن طريق ضخ النقود، ويريان إمكانية شراء ولاء الفلسطينيين مقابل أموال كبيرة، وهي بالمناسبة أموال الملكيات العربية.. لكنني أعتقد بأن هذه الصفقة، بالمعنى الحرفي لكلمة" صفقة "، لن تتم. فعلى الرغم من أن الفلسطينيين سئموا العيش في دولة غير معترف بها، لكنهم لن يبيعوا أنفسهم مقابل المال، حين تتعلق المسألة بالمقدسات والقدس الشرقية. فالمال لا يعمل، عندما تتعلق المسألة بالمشاعر المقدسة".
بدوره
رئيس معهد الشرق الأوسط، يفغيني ساتانوفسكي، يرى أن "صفقة القرن" لن تتم، ولكن بسبب أنها ليست مربحة للقيادة الفلسطينية.
فقال: "ليس هناك احتمال لتنفيذ أي خطط لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. أولاً وقبل كل شيء، لأن الفلسطينيين أنفسهم غير مهتمين بذلك.. فإنهاء النزاع مع إسرائيل لا يعني الاعتراف نظريا وافتراضيا بدولة إسرائيل، إنما الاعتراف واقعيا وحل المسائل المتعلقة بالحدود واللاجئين والقدس، وهذا مستحيل. فالزعيم الفلسطيني الذي يتخذ مثل هذه الخطوات سيتم القضاء عليه حالا، وبقسوة".
المصدرRT