"ﺟﻮﻥ" ﻫﻮ ﻋﺒﺪٌ ﺃﺳﻮﺩ ﻣﻮﻟﻰ ﺃﺑﻲ ﺫﺭّ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱ (ﺭﺽ) ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺝ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" (ﻉ) ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻣﻬﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨﻮّﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﻜّﺔ ﺍﻟﻤﻜﺮّﻣﺔ ﻷﺩﺍﺀ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ ﻛﺎﻥ "ﺟﻮﻥ" ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﺤﺐ ﺍﻟﻜﺜﺮ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻘﻴﻦ ﻟﻺﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻪ. ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺩﺱَّ ﺃﻋﺪﺍﺀ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠّﺤﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻗﺪﻳﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻟﻴﻘﺘﻠﻮﺍ ﺍﻹﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻌﻠِّﻘﺎً ﺑﺄﺳﺘﺎﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ، ﺭﺃﻯ ﺍﻹﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺣﻔﺎﻇﺎً ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺘﻬﺎ ﻭﻗﺪﺳﻴﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺘﻚ. ﻭﺟﺮّﻩ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﺄﺩﻳﺔ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ، ﻭﺻﻴﺮﻭﺭﺗﻬﺎ ﻣﻨﺎﺳﻚ ﻋﻤﺮﺓ ﻣﻔﺮﺩﺓ.
ﻓﺨﺮﺝ ﺍﻹﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﻣﺘﻮﺟّﻬﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺎﻟﻮﻻﺀ ﻭﺍﻟﺒﻴﻌﺔ، ﻭﺑﻌﺚ ﺳﻔﻴﺮﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﻟﻴﺴﺘﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﻭﺑﻴﻌﺘﻬﻢ، ﻓﻐﺪﺭﻭﺍ ﺑﻪ ﻭﻗﺘﻠﻮﻩ.
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﻭﺻﻠﻪ ﺧﺒﺮ ﻣﻘﺘﻞ ﺳﻔﻴﺮﻩ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﻋﻘﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻝ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﻣﺮﺍﻓﻘﻴﻪ:"ﻟﻘﺪ ﺧﺬﻟﺘﻨﺎ ﺷﻴﻌﺘﻨﺎ، ﻓﻤﻦ ﺃﺣﺐَّ ﻣﻨﻜﻢ ﺃﻥ ﻳﻨﺼﺮﻑ ﻓﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻨّﺎ ﺫﻣﺎﻡ" ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ ﻋﺪﺩٌ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻓﻘﻴﻪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻬﺪﻓﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺼﺐ.
ﺇﻻ ﺃﻥَّ "ﺟﻮﻥ" ﺛﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻔﻪ، ﻣﺆﻛِّﺪﺍً ﺑﻴﻌﺘﻪ ﻭﻭﻻﺀﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻲ ﻟﻺﻣﺎﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﻀﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺮﻡ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ ﺭﺃﻯ "ﺟﻮﻥ" ﺍﻷﺑﻄﺎﻝ ﺍﻷﺷﺎﻭﺱ ﺗﺘﻬﺎﻭﻯ ﺻﺮﻋﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺍﺏ ﻛﺮﺑﻼﺀ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺃﺧﺮﻯ ﻳﻔﻘﺪ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻤﺎﻟﻚ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺛﺎﺭﺕ ﺣﻤﻴّﺘﻪ ﺍﻟﻮﻻﺋﻴﺔ ﻓﺬﻫﺐ ﻟﻺﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ:"ﺍﺋﺬﻥ ﻟﻲ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ.." ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ:"ﺃﻧﺖ ﻳﺎ "ﺟﻮﻥ" ﻓﻲ ﺇﺫﻥٍ ﻣﻨﻲ ﻟﺘﻨﺼﺮﻑ ﺑﺄﻣﺎﻥٍ ﻭﺳﻼﻡ، ﻓﺈﻧﻤﺎ ﺗﺒﻌﺘﻨﺎ ﻟﻠﻌﺎﻓﻴﺔ، ﻓﻼ ﺗﺒﺘﻠﻰ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻨﺎ.." ﻓﻘﺎﻝ "ﺟﻮﻥ":"ﻳﺎ ﺍﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥّ ﺭﻳﺤﻲ ﻟَﻨَﺘِﻦْ، ﻭﺇﻥّ ﻟﻮﻧﻲ ﻷﺳﻮَﺩ، ﻭﺇﻥّ ﺣﺴﺒﻲ ﻟﻠﺌﻴﻢ، ﻓﻼ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺃﻓﺎﺭﻗﻜﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﻄﻴﺐَ ﺭﻳﺤﻲ ﻭﻳﺒﻴﺾّ ﻭﺟﻬﻲ، ﻭﻳﺸﺮُﻑ ﺣﺴﺒﻲ ﻭﻧﺴﺒﻲ..".
ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺟﺪ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻦ "ﺟﻮﻥ" ﺇﺻﺮﺍﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻫﻠﻪ ﺃﺫﻥ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ. ﻓﺒﺮﺯ "ﺟﻮﻥ" ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻘﻮﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺸﺪُ: ﺳﻮﻑ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻜﻔّﺎﺭُ ﺿﺮﺏ ﺍﻷﺳﻮﺩِ ﺑﺎﻟﺴﻴﻒ ﺿﺮﺑﺎً ﻋﻦ ﺑﻨﻲ ﻣﺤﻤّﺪِ ﺃﺩﺏُّ ﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﻭﺑﺎﻟﻴﺪِ ﺃﺭﺟﻮ ﺑﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪِ ﻭﺍﻧﻘﺾَّ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻧﻘﻀﺎﺽ ﺍﻷﺳﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﻳﺴﺘﻪ، ﻭﻗﺎﺗﻠﻬﻢ ﻗﺘﺎﻻً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﺭﻏﻢ ﺗﻌﺒﻪ ﻭﻋﻄﺸﻪ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﻳﻦ. ﺣﺘﻰ ﺗﻤﻜّﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻷﻋﺪﺍﺀ ﻭﺃﺳﻘﻄﻮﻩ ﺃﺭﺿﺎً ﻭﺃﺻﺎﺑﻮﻩ ﺑﻮﺍﺑﻞٍ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﻝ. ﻓﻠﻤّﺎ ﺭﺁﻩ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺴﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺳﺮﻉ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻣﺴﺢ ﺍﻟﺪﻡ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪّﻩ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺧﺪِّ "ﺟﻮﻥ" ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ:"ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺑﻴّﺾ ﻭﺟﻬﻪ، ﻭﺍﺣﺸﺮﻩ ﻣﻊ ﺍﻷﺑﺮﺍﺭ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﺍﻷﻃﻬﺎﺭ".
ﻓﺎﻟﺘﻔﺖ "ﺟﻮﻥ" ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﻗﺎﻝ:"ﻣﻦ ﻣﺜﻠﻲ ﻭﺍﺑﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺍﺿﻌﺎً ﺧﺪَّﻩ ﻋﻠﻰ ﺧﺪّﻱ..". ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺃﺗﻢّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺣﺘﻰ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺭﻭﺣﻪ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ، ﻓﺒﻜﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ "ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ" ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.
"قصة جون مولي أبي ذر للاطفال.flv"
- https://www.youtube.com/watch?v=cBPz...e_gdata_player