الحب من أول شمة!!
الانجذاب الجنسي والعاطفي يبدأ من الأنف
قديما قالوا إن المعدة هي الطريق لقلب الرجل وإن القلب يعشق قبل العين أحيانا، لكن العلم أثبت أن الحب يبدأ من الأنف، إذ أن لكل شخص رائحة خاصة به وهي التي تحدد الانجذاب نحو الجنس الآخر عاطفيا وجنسيا، لكن قد يحدث بعض التشويش.
الجمال الخارجي والشياكة واللباقة والابتسامة الجذابة..ليست هي المعايير الوحيدة لاختيار شريك الحياة والدخول في علاقة عاطفية، فقد أثبت العلماء أن الحب يتسلل إلى قلب الرجل والمرأة عن طريق الأنف، إذ أن لكل إنسان رائحة خاصة به وهي التي تحدد مدى انجذاب الطرف الآخر له بل إنها تحدد الرغبة الجنسية أيضا.
وفي الوقت الذي نعي فيه تأثرنا بالشكل الخارجي والصوت، فإن تأثرنا بالرائحة يحدث بشكل تلقائي ودون أن نلاحظه. ويقول الخبراء إن الرائحة الشخصية لكل إنسان تتكون من جزيئات تنبعث من كل مسام الجلد وفي النهاية تحيط بالجسم ويمكن أن تصل لنحو مترين، وفقا لتقرير نشرته مجلة "فوكوس" الألمانية. ويعتبر العرق من أكثر المواد التي تحمل الرائحة الشخصية للإنسان. ويمكن أن تطغى العطور الصناعية أو منتجات البشرة العطرية على الرائحة الطبيعية للجسم.
وذهب علماء الأحياء لأبعد من ذلك حيث ربطوا بين هذه الرائحة وبين التركيب الجيني للإنسان وخلصوا إلى أن الإنسان يبحث عن شخص يكمله من الناحية البيولوجية والكيميائية، ولا يشبهه بالضرورة.
وخلصت النتائج إلى أن الأنف هي العضو الأكثر حسما في اختيار شريك الحياة، إذ تلعب مستقبلات الشم الـ 350 ، دورا مهما في الشعور بالانجذاب لشخص معين، ورغم أن مستقبلات الشم موجودة في أجزاء مختلفة من الجسم إلا أن الجزء الأكبر منها موجود في الأنف. وتلعب مستقبلات الشم في الأمعاء مثلا أو في أجزاء الجسم المختلفة دورا في التفاعل مع أغذية معينة، لكن لم يثبت حتى الآن صلتها بعملية الانجذاب العاطفي أو الجنسي لشخص ما.
تشويش وتغيرات بيولوجية
هناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر على اختيار شريك الحياة، فحبوب منع الحمل مثلا من الممكن أن تؤدي لتغيير هذه الرائحة الطبيعية لجسم المرأة، كما رصد العلماء تغيرا في آلية سير هذه العملية لدى المرأة الحامل، التي تتغير معايير انجذابها للرجال خلال فترة الحمل.
ومن الممكن أن تؤدي حبوب منع الحمل إلى شعور مفاجئ لدى المرأة، بعدم تحمل رائحة زوجها إذ أن الحبوب تغير انجذابها للروائح إلى النقيض، وفقا لتقرير نشره موقع "غلامور"الألماني. وتحدث تغيرات قبل مرحلة التبويض لدى المرأة إذ ينتج جسمها بعض المواد التي تمنحها جاذبية إضافية للجنس الآخر. ومن الممكن أن تنجذب المرأة خلال هذه الفترة تحديدا لرجال لم يجذبوها في وقت سابق.
لكن بعض الدراسات تؤكد أن استخدام العطور الخارجية لا يؤدي بالضرورة إلى إرباك آلية اختيار شريك الحياة عن طريق الرائحة، إذ يمكن للأنف فصل الرائحتين عن بعضهما بشكل جيد. ويبدو أن شركات العطور أدركت هذه الحقائق العلمية، إذا صارت تنتج بعض أنواع العطور، التي تزيد من الانجذاب الجنسي، لكن التأثير الفعلي لهذه العطور لم يتم إثباته علميا بعد.
منقول