بسم الله الرحمن الرحيم

ان ما جرى على الحسين واهل بيته واصحابه من عظيم المصائب في مواجهة هذا التحدي الكبير وهذا الاختبار العظيم في الوقوف امام الباطل لإظهار الحق ودعوة الناس الى التمسك به والتضحية من اجل اقامة الدين. فقد كانت نظرة الامام الحسين (عليه السلام) واضحة وصريحة في منهجه بالتمسك بتكليفه الشرعي والعمل على احياء سنة جده رسول الله (صلى الله عليه واله) في تبليغ الدين.
واما في المنظار الاخلاقي فقد كان هذا الامر واضحا وجليا امام الجميع في ذلك الحين حيث ان نص المعاهدة والصلح الذي حصل بين الامام الحسن ومعاوية يلزم كلا الطرفين بالعمل عليه وعلى الأمة السعي لتحقيقه لما كان فيه من المصلحة في حقن دماء المسلمين في وقتها والتخلص من حكومة بني امية بعد كشف سوء نواياهم امام الجميع.
واما في المنظار الانساني فلم يكن اقل وضوحا امام الجميع فقد كان تفشي الظلم والرجوع الى حكم الجاهلية والغدر وقتل الانفس والقضاء على المعارضة قد بلغ ذروته.
واما في المنظار الاجتماعي فلم يكن يخفي على احد ان الامام الحسين هو حفيد الرسول الاعظم (صلى الله عليه واله) ومن اهل بيته وخاصته وهو اقرب الناس برسول الله، فقد كان موقعه في المجتمع يفرض عليه التصدي بالعمل اسوة بجده.
واما في المنظار السياسي فقد كان الامام الحسين (عليه السلام) يمثل المعارضة وقد هوة اليه الناس وارسلت له الرسائل وبايعته والقت عليه الحجة ليقوم بدوره في قيادة الامة.
وفي الختام ننوه القارئ الكريم الى نقاط ثلاثة:
اولا: اننا في كلامنا هذا اخترنا الايجاز رغم ان الموضوع والمناسبة والتوقيت يتطلب المزيد من البيان والتفصيل ولكن تسهيلا للقارئ الكريم.
ثانيا: ان كل ما ذكرناه من تصانيف كالجانب الاخلاقي والانساني والاجتماعي والسياسي تنصب كلها في الجانب الديني لأنها فروع من الجانب الديني، وان الدين الاسلامي الحنيف يحتوي و يشمل كل جوانب الحياة, واضافة لوجود جوانب اخرى لم نذكرها مثل الجانب الاقتصادي الذي كان يتضور فيه الفقراء جوعا ويضج الاغنياء ببذخ الاموال على ملذاتهم وتقسيم بيت المال على اتباع الحاكم. وكذلك الجانب العسكري الذي فرّق بين الغلبة والنصر فقد غلب جيش يزيد الامام الحسين ولكن انتصار الامام الحسين بقى مدى الدهر.
ثالثا: ان اعتقادنا نحن اتباع مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) بإمامة الحسين (عليه السلام) وانه منصب من عند الله وواجب الطاعة وانه الامام الثالث من الائمة الاثنا عشر كما بيّن ذلك الرسول الاعظم في احاديث و مواطن كثيرة، وان دوره ليس مختصرا على الخلافة والحكم وانما هذا جزء من امامته الربانية لإقامة العدل الالهي واظهار دين الله على كافة الاديان وازهاق الباطل في كافة المعمورة.

فبعد هذا الايجاز اود ان ابين فائدة وهي ان الامام كان في دوره قد مثل دور القدوة والاسوة و الكمال في جميع المجالات والجوانب فقد اصبحت واقعة كربلاء درسا حيا للبشرية مدى الدهر.